كتبت الصحيفة الأمريكية "هافينغتون بوست"، الواسعة الانتشار، اليوم الاثنين، أن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتونس "تبرز الدور القيادي لجلالة الملك، والذي بفضله تواصل المملكة إعطاء النموذج، خاصة عبر الدعم الراسخ لعمليات الانتقال الديمقراطي، والذي جعل من المغرب قدوة لبلدان أخرى". وأوضحت الصحيفة، في مقال تحليلي بعنوان "التحولات الاستراتيجية"، أنه "كما تدل على ذلك مختلف الجولات التي قام بها جلالة الملك بالقارة الإفريقية، يشكل النموذج المغربي الذي وضعه جلالته، خاصة ما يتعلق بدعم عمليات الانتقال الديمقراطي، مثالا يحتذى بالنسبة للأمم الأخرى".
وبعد أن أبرزت الاستقبال الحار والحماسي الذي حظي به جلالته خلال زيارته لتونس، وكذا أمام المجلس الوطني التأسيسي التونسي، لاحظت (هافينغتون بوست) أن "التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية تم التنصيص عليها كنموذج ترغب القوى السياسية الأكثر تمثيلية في استلهامها بتونس".
وذكر كاتب المقال التحليلي، أحمد الشرعي، ناشر وعضو بعدد من مجموعات التفكير الأمريكية، أن جلالة الملك، أكد خلال الخطاب الذي ألقاه أمام المجلس الوطني التأسيسي، على أن "الاتحاد المغاربي لم يعد أمرا اختياريا، أو ترفا سياسيا، بل أصبح مطلبا شعبيا ملحا وحتمية إقليمية استراتيجية"، مذكرا بأن النظرة الملكية بخصوص هذا الموضوع تضع طموحات شعوب المنطقة للاندماج والتقدم والرفاهية في صلب انشغالاتها.
وسجل كاتب المقال أنه "من البديهي أن غياب الاتحاد المغاربي يكلف كثيرا الشعوب، وأن الموقف المعرقل للجزائر سخيف تماما، حتى لا نقول أنه جريمة في حق شعوب المنطقة".
بالفعل، تضيف (واشنطن بوست)، وضعت الدبلوماسية الملكية منذ أزيد من 10 سنوات استراتيجية حقيقية تقوم على ثلاثة ركائز تتمثل في الاندماج الإقليمي، ودعم الانتقال الديمقراطي، وتعاون جنوب - جنوب براغماتي، متفاعل ومتضامن، كاختيار ثابت، خاصة بإفريقيا، في إطار رؤية متحررة من الأثقال الإيديولوجية وأغلال السياسات البائدة التي تقف حجر عثرة أمام المساعدة على تحقيق التنمية. وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن هذه الرؤية الوافية تعتبر أيضا بمثابة حجر الزاوية في سياسة مكافحة الإرهاب التي تتميز بأبعادها المتعددة، خاصة عبر رؤية متسامحة ومنفتحة للإسلام، تقطع الطريق على هذه الآفة التي تهدد المنطقة برمتها.