كتبت اليومية الأمريكية (هافينغتون بوست)، واسعة الانتشار، اليوم الخميس، أن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى مالي، بمناسبة التنصيب الرسمي للرئيس الجديد لهذا البلد إبراهيم بوباكر كيتا، تبرز المكانة الدولية لجلالته والريادة الملكية في خدمة القضايا الإفريقية العادلة. وأبرزت الصحفية الأمريكية، في تحليل لأبعاد الزيارة الملكية إلى مالي، أن "هذه الزيارة الملكية تعد استمرارا منطقيا للجهود التي ما فتئت تبذلها المملكة من أجل دعم مالي في جهودها الرامية للنهوض بالمجتمع المدني، وتوسيع فضاءات الحرية والديمقراطية وإرساء الدعائم الأساسية للتنمية المستدامة". وذكر كاتب المقال أحمد الشراعي، ناشر وعضو في مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، أن المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، يعد البلد الذي أرسى استراتيجية للتعاون "الأكثر تكامل " تجاه بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، التي يتقاسم معها الروابط التاريخية والثقافية والدينية والاقتصادية.
وأشارت (هافينغتون بوست) إلى أن مقاربة التعاون مع الدول الإفريقية التي أقرها جلالته، منذ اعتلائه العرش، تعد من الأهمية بمكان ولا محيد عنها على اعتبار أن منطقة الساحل، وخاصة مالي، تعرف نشاطا للجماعات الإرهابية التي تدين بالولاء لإيديولوجية تنظيم (القاعدة)، مذكرة بالأنشطة الإرهابية والإجرامية التي قام بها تنظيم (القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي)، الذي حاول جعل شمال مالي معقلا وقاعدة خلفية لزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
وأبرزت الصحيفة، في هذا الصدد، أن المملكة وضعت مقاربة شمولية "متفردة" لمحاربة التطرف الديني أثبت جدواها على الصعيد الداخلي وأضحت الآن تشكل نموذجا يحتذى بها على المستوى الإقليمي، مذكرة بأن هذا الأسلوب يؤكد على أن المقاربة الأمنية لمكافحة الإرهاب لوحدها غير كافية وغير فعالة إذا لم يتم دعمها من خلال استراتيجية للتنمية المستدامة ومكافحة الفقر، مع ضمان النهوض بالتنوع الثقافي والديني والعرقي، كجزء من عملية إصلاح شاملة. وسلطت الصحيفة، في هذا السياق، الضوء على خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة التنصيب الرسمي للرئيس الجديد في مالي إبراهيم بوباكر كيتا، والذي أكد فيه جلالته على أن "المغرب لن يدخر جهدا لمواكبة مالي، البلد الشقيق والجار، في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية التي يعتبرها بلدكم ذات أولوية"، وخاصة في "مجالات تكوين الأطر والبنيات التحتية الأساسية والصحة". وذكرت الصحيفة بأن المملكة المغربية أقامت، في الأيام الأخيرة في باماكو، مستشفى عسكريا ميدانيا متعدد التخصصات، مدعوما بمساعدة طبية وإنسانية عاجلة. وأشارت (هافينغتون بوست) أيضا إلى أن الرئيس الجديد لمالي إبراهيم بوباكر كيتا، أشاد من جهته بجلالة الملك، في خطاب تنصيبه، أمام حضور أزيد من عشرين رئيس دولة وحكومة. وأعرب الرئيس المالي عن شكره العميق لجلالة الملك الذي شكل حضوره هذا الحفل "شرفا كبيرا للشعب المالي".