أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، وفق ما أورد موقع "دياسبورا صحراوي" ارتباط الجزائر بالدور المركزي لهيئة الأممالمتحدة الرامي لترقية السلم والتطور لجميع الشعوب، وقال إنها تعمل مع شركائها على التنمية المستدامة وتنشيط الجمعية العامة للأمم المتحدة وإصلاح مجلس الأمن. ومن مزايدات لعمامرة التي لا تنتهي قال إن المنطقة المغاربية بحاجة لاستكمال مسار استقلال الصحراء الغربية. وعبر عما أسماه انسجام مبادئ السياسية الخارجية الجزائرية مع الجهود التي تبذلها الهيئة الأممية لتكريس السلم والأمن الدوليين وتحقيق التنمية الاقتصادية العادلة للشعوب واحترام حقوقها في تقرير المصير. وقال لدى إشرافه على احتفالية اليوم العالمي للأمم المتحدة، أن الجزائر تؤكد ارتباطها بالدور المحوري للهيئة الأممية في النظام المتعدد الأطراف.
ومن المضحكات المبكيات أن يعبر الوزير الجزائري عن ارتياح بلده الجزائر للمكاسب الديمقراطية الجديدة التي حققتها تونس عقب نجاح الانتخابات التشريعية.
آخر من يمكن أن يرتاح لأي انتخابات تشريعية مقبولة مثلما حدث في تونس هي الجزائر، التي تخاف من عدوى الديمقراطية، التي إن وصلتها لن يجد الحاكم العسكري (مجموع جنرالات) أي مكان له، حيث يستغل الآن الأوضاع، معتمدا على واجهة مدنية تعاني من حالة احتضار قوية حيث الرئيس بوتفليقة يخاطب المواطنين عبر السكايب، وكأنه رئيس افتراضي، وهو كذلك، ويختفي حين يشتد به المرض ولا يعرف أحد من يحكم البلد.
ولعل من الأشياء التي ينبغي التأكيد عليها أن جزءا من أحقاد الجزائر على المغرب هو تبني المغرب للنمط الديمقراطي، منذ بداية الاستقلال، بينما تبنت هي نظام الحزب الوحيد والأوحد الذي يديره جنرالات نهب الثروة الوطنية من الخلف ويقدمون دائما رئيسا دمية للواجهة والاستهلاك الإعلامي.
ويدعو لعمامرة إلى استكمال استقلال الصحراء الغربية. لو قالها غيرك يا رمطان. فلعمامرة، يعلم بحكم انه من السكة القديمة، أن البوليساريو ليست حركة تحرر وإنما صنيعة جزائرية لتصريف العداء التاريخي للمغرب. يعرف لعمامرة وحكام الجزائر أن المغرب أول من ساند حركة التحرر الوطني الجزائري، فكيف لبلد ضحى كثيرا من أجل تحرر الجزائر أن يكون بلدا مستعمرا (بجر الميم)؟
ولولا تضحيات المغرب من أجل الثورة الجزائرية لما كانت لديه اليوم كل هذه المشاكل حول صحرائه. فلو تنصل من التزاماته تجاه أشقائه لاسترد صحراءه الشرقية مع مجموع ترابه الوطني، لكن الثورة الجزائرية خانت المغرب.
ويعرف لعمامرة جيدا وربما كان حاضرا أو حكى له بعض المسؤولين ما قاله الهواري بومدين، الرئيس الجزائري الأسبق ومتزعم العداء للمغرب، وفق ما يرويه الوزير محمد المالطي في كتابه حول البترول، حيث جمع بومدين مستشاريه ورموز الحكم وقال لهم "ينبغي أن نشغل المغرب في مشكلة حتى لا يرفع عينيه للصحراء الشرقية".
يعرف لعمامرة أن المؤامرة تشكلت من هذا التاريخ وبالتالي فإن قضية الصحراء هي إشغال للمغرب ولن يطالب أحد المغرب بالخروج من أرضه وهو الذي ساعد الجزائر في معركة التحرر الوطني بل ساعد بلدانا كثيرة في إفريقيا وصورة الملك الراحل محمد الخامس أيقونة لدى قدماء المناضلين الأفارقة. لكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في صدور المسؤولين الجزائريين.
والحديث عن استقلال الصحراء بعيد كل البعد عن متبنيات المنتظم الدولي الذي يدعي لعمامرة أن بلاده ملتزمة بها، فالكل يجمع الآن على أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للنزاع المفتعل، ويعتبر مشروع الحكم الذاتي أرضية قوية لهذا النوع من الحوار.