كلام وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة لدى إشرافه على احتفائية اليوم العالمي للأمم المتحدة، يستحق أكثر من وقفة لأنه كله مغالطات خارج عن السياق، فما معنى تأكيد ارتباط الجزائر بالدور المركزي لهيئة الأممالمتحدة الرامي لترقية السلم والتطور لجميع الشعوب، والعمل مع شركائها على التنمية المستدامة وتنشيط الجمعية العامة للأمم المتحدة وإصلاح مجلس الأمن؟ أليست الجزائر اليوم هي مركز التوتر في المنطقة المغاربية؟ كيف ترعى السلم وأنت تصنع الحرب؟ ولماذا تصر الجزائر على رعاية واحتضان وتمويل منظمة تصنفها العديد من الدول على أنها منظمة إرهابية؟ فعندما قال جلالة الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثون للمسيرة الخضراء إنه لا يمكن التقدم في حل مشكل الصحراء دون تحميل الجزائر المسؤولية، واعتبارها طرفا رئيسيا في هذا النزاع المفتعل كان يعرف جيدا أن الخصم الرئيس للمغرب ليس البوليساريو ولكن الجزائر. الخطاب الملكي القوي أصاب القادة الجزائريين بالسعار، فقال رمطان لعمامرة " إن المنطقة المغاربية بحاجة لاستكمال مسار استقلال الصحراء الغربية". فجلالة الملك من قوة وضوحه وضع الأصبع على الجرح. إنها دعوة لاستقلال البوليساريو وليس استقلال الصحراء. وليجرب المنتظم الدولي ويفك الصحراويين من قبضة الجزائر ويرى المشكل ينحل بشكل طبيعي. فالبوليساريو ليست حركة تحرير الصحراء وإنما عصابة مرتزقة تأتمر بأوامر الجزائر. ولو كان همها هو الصحراويين لدخلت في حوار جدي وفق منظور الأممالمتحدة ولوجدت في مشروع الحكم الذاتي أرضية صلبة للحوار والنقاش وعيش الصحراويين بكرامة. نذكر كلمة قالها البشير الدخيل أحد مؤسسي البوليساريو العائد إلى أرض الوطن "لقد أسسنا البوليساريو لأجل كرامة الصحراويين واليوم نرى أن كرامة الصحراويين مع المغرب وليس مع الجبهة"، لأن الجبهة باعت نفسها للشيطان. وبدل أن يدعو لعمامرة لاستقلال الصحراء كان عليه أن يترك الصحراويين يفكرون لنفسهم بأنفسهم ويختاروا الطريق الذي يروقهم ويومها سينحل المشكل بين الصحراويين، لكن الحكم الجزائري لا يريد للمشكل أن ينتهي وبالتالي فهو مصر على استمرار النزاع.