بعدما صمتت المدافع على جبهة صعدة مع التمرد الحوثي, واستعاد الرئيس عبد الله صالح انفاسه,وصلت رياح الثورة الى مدن اليمن, وبدات المناداة بالتغيير والاصلاح ورحيل الرئيس , وبدات الانشقاقات في صفوف القيادة العسكرية,وكذلك الاستقالات في السلك الدبلوماسي,مما يعني ان المحظور قد وقع واقتربت ساعة الحساب وبدات السبحة تكر من يد الرئيس صالح الذي يظهر انه غير صالح لادارة المرحلة الانية لليمن فقد اكد استعداده للتخلي عن السلطة ونقلها الى ((ايد امينة )) بما يحفظ الشرعية ويحافظ على المؤسسات اليمنية وعلى راسها الدستور, وتعهد بعدم الذهاب الى التوريث , اي انه غير مستعد لفرض نجله احمد في الرئاسة فقد سبق وقال ذات يوم ان حكم اليمن اشبه بالرقص مع الافاعي, فطبيعة البلد وتعقيداته مختلفة عن كل دول المنطقة, وهو يعي جيدا خطورة الموقف فقد خسر الكثير من دعم القبائل الكبيرة واكثرها مثل -- بكيل وحاشد--وخسرتاييد معظم المحافظات الجنوبية,وخسر اللواء علي محسن الاحمر الذي يعد العمود الفقري للمؤسسةالعسكرية اليمنية,والساعد الايمن له ورجل التحالفات القبلية المجتمعية الواسعة لمايتمتع به من علاقات في كل من اليمن والسعودية والخليج العربي ككل الى جانب انه قائد الفرقة المدرعة الاولى التي استنزفت الحرب الطويلة مع الحوثيين معظمها,وقائد المنطقة الشمالية الغربية, والذي كان اعلان انشقاقه بمثابة الرصاصة القاتلة في نظام الرئيس صالح ,الذي ليس امامه سوى حل ازمة اليمن بحكمة بدلا من لعبة انزال انصاره او ((الهتيفة )) الى الشوارع وارسال وسطاء لمشايخ القبائل لابداء التاييد له ولنظامه, وتكراره لنغمة انه صامد وسيفدي البلد بالغالي والنفيس وان جل الشعب معه,وماهو الا تكرار لاخطاء كثيرة رايناها في خطاب مبارك عندما قال ان الشعب المصري 80 مليونا ونزول مليون الى الشارع ليس بمقياس وانتهت بسقوطه,وكذلك سمعنا القذافي يقول من انتم (معمر معه الملايين ) وهاهو تحت القصف من الثوار وحلف الاطلسي لكن اليمن ليس ليبيا ,فمهما كان الامر في ليبيا ارحم مما سيكون عليه في اليمن, حيث هناك القاعدة والحوثيين والجنوب الطامح للانفصال والشعب المسلح والقبائل ,انها خلطة الموت واي حرب من اي نوع كانت سيكون الامر كارثيا ,ليس على اليمنيين بل على الاستقرار الاقليمي,واي تدهور امني سيكون له انعكاسات على كل دول الخليج لذا على الرئيس عبد الله صالح ان يترك الخطابات الاستفزازية والمكررة, ويتحمل مسؤوليته الوطنية والاخلاقية وينسى المقولة السائدة في المنطقة انا وبعدي الطوفان, ويقدم على خطوة وموقف يحسبهما له تاريخ اليمن فلم يعد اليوم متسع من الوقت للرقص مع الافاعي هذه المرة,فالمشهد مرشح للانفجار و الافاعي ستلوتي حول عنقه