لا يطيق المشعوذون والمشعوذات صبرا على قدوم عاشوراء لاعتقادهم الراسخ أن أعمال السحر بهذا اليوم، يستمر مفعولها لعام كامل ولا يضطرون لتجديدها عند مرور أربعين يوما كما جرت العادة.
ولا تنجو الحيوانات والعياذ بالله من قبضة السحرة فيسخرونها غالبا للتفريق بين المرء وزوجه.
في طريقنا للكشف عن أساليب الشعوذة بعاشوراء، صادفنا عطارا شابا ورث هذه الحرفة عن والده، قبل البوح بتفاصيل دقيقة عن الطرائق المعتمدة في أعمال السحر، مؤكدا أنه ضد المشعوذين ويرغب في فضحهم للأذى الذي يتسببون فيه للآخرين.
ينتظر المشعوذون والمشعوذات بفارغ الصبر حلول عاشوراء الموافق لليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري وذلك للقيام بأعمال السحر والتي في اعتقادهم تدوم عاما كاملا ويستمر مفعولها إلى غاية قدوم يوم عاشوراء من السنة المقبلة.
ومن أجل قضاء مآربهم الشريرة يعمد هؤلاء إلى اللجوء إلى أفعال خسيسة تختلف بحسب الغاية التي يصبون إليها.
يعد سوق "الجميعة" بدرب السلطان موطنا للمشعوذين والمشعوذات، من نساء يلجأن إلى خياطة فم ضفدع على قيد الحياة بعد ملئه بمواد سامة غالبا ما تكون أعشابا غريبة وإضافة صورة شخص يرغبن في استمالته.
ومتزوجات تهدفن إلى إخراس أزواجهن وجعلهم يتنكرون لذويهم ويطعنهن في جميع طلباتهن، بعد ذلك يتم رمي الضفدع بمقبرة مهجورة لا يتردد عليها أحد.
والنتيجة النهائية هي أن يصاب الشخص المسحور بمرض فتاك يجعل قواه تخور ويصبح شريد الذهن، أو لينا مطواعا لا يرد للزوجة طلبا.
ومن أشهر أعمال السحر التي تقام بعاشوراء كون المشعوذات لا يضطررن إلى تجديده كل أربعين يوما كما هي العادة في أيام أخرى من السنة، ونذكر: رمي "الشريويطة"، وهي منديل به أثر جماع الزوج لزوجته يتم الزج بها وسط "الشعالة" ويقصد بها النيران التي يشعلها الذكور ليلة عاشوراء ويلهون بجانبها، فيما تنشد الفتيات أهازيجا متوارثة خاصة بهذه المناسبة.
وتستغل هؤلاء المشعوذات الفرصة لرمي "الشريويطة" بالنيران المتقدة، وكلما احترقت هذه الأخيرة يحترق معها فؤاد الرجل المسحور ويصبح متجاوبا لينا كالحمل الوديع. وفق ما أوردته الأخبار في عدد الغد.