أكد مشاركون في أشغال "المؤتمر الدولي لشباب الأديان من أجل السلام"، الذي انطلقت أشغاله اليوم الثلاثاء بتونس، على تبرئة الأديان من تغذية الإرهاب، معتبرين أن موجة الإرهاب التي تعصف بالعالم اليوم مردها "إلى توظيف الدين لأغراض سياسية". وشددوا خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من "جمعية فن وديمقراطية"، وبتعاون مع "منظمة الأديان من أجل السلام"، على مسؤولية السياسة في تغذية التشدد الديني الذي يجتاح أنحاء من العالم، مؤكدين أن التشدد ليس مقتصرا على المسلمين فحسب، بل هو موجود أيضا لدى المسيحيين واليهود والبوذيين وغيرهم.
وفي هذا السياق، أبرز رئيس الجمهورية التونسية المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر التي يحضره شباب من أنحاء العالم وعدد من الفنانين والمثقفين وممثلي أحزاب سياسية ومفتي الجمهورية التونسية وأسقف الكنيسة الكاثوليكية وكبير أحبار اليهود في تونس، أن تنامي الفكر المتشدد لم يكن حكرا على طيف بعينه أو دين بذاته، مضيفا أن المسؤول الأول عن تنامي هذه الظاهرة "هي السياسة والصراع من أجل السلطة وتوسيع دائرة توظيف الدين لأغراض سياسية".
وبدوره، أوضح الأمين العام لمنظمة "أديان من أجل السلام" كيواشي سوغينو، أن تونس، التي رسخت ثلاثة مبادئ لطالما دافعت عنها المنظمةº وهي الكرامة والمواطنة واحترام المعتقد، ونصت عليها في دستورها الجديد، جديرة باستقبال هذه الوفود من شباب العالم المؤمنة بالتسامح وحوار الأديان.
ومن جهته، دعا مفتي الجمهورية التونسية، الشيخ حمدة سعيد، العالم إلى التشبع بالفكر المتسامح القائم على حق الاختلاف واحترام الرأي المخالف بعيدا عن أي تعصب أعمى، مبرزا أن الدين الإسلامي يقوم في جوهره على مبادئ التسامح والانفتاح واحترام الذات البشرية والتضامن ونبذ العنف والتطرف