في سلسلة تحقيقاتها داخل بعض السجون المغربية، تحدثت جريدة الاخبار عن الام المكناسية التي قتلت ابنيها سنة 2009 وقامت بتوزيع أشلائهما على القطارات، قبل ان يتم القاء القبض عليها والحكم عليها بالسجن المؤبد. وننشر مقتطفات من حلقة اليوم المنشورة بذات الجريدة والموقعة من طرف الصحفية كوثر كمار التي شاركت في هذه التحقيقات التي همت مجموعة من السجون: عكاشة والزاكي وتولال وتيفلت والاوداية...
هو "سجن ممنوع على الرجال"، لولوجه لا بد من المرور عبر عدة أبواب موصدة، إذ يقع بقلب مركب سجني.. إنه "تولال" 3. سجن بمكناس يضم 91 سجينة، اختلفت أسباب اعتقالهن وظروفهن الاجتماعية.
بعد دخولنا من الباب الأول للمركب السجني، سمعنا أصوات زغاريد وموسيقى "العيساوية"، لننتقل بعد ذلك إلى قلب سجن "تولال 3" الخاص بالنساء.
كان الأمر يبدو غريبا في ممر داخل السجن، إذ كانت السجينات ترقصن وتضربن على "الدف" و"الطبل"، فيما أخريات كن منشغلات في تحضير "الرفيسة".. مشهد غريب جعلنا منبهرين بما رأيناه.
تحكي كاميليا (اسم مستعار)، 34 سنة، أنها ولدت طفلتها في سجن عكاشة، غير أنها رفضت إبقاءها داخل السجن، لتتركها تعيش لدى أختها.
وتقول "حفل العقيقة يجعلنا ننقص يوما واحدا من عقوبتنا السجنية، إذ نسرق ساعات نفرح فيها هربا من مشاكلنا".
بجانب كاميليا كانت تجلس سجينة (56 سنة)، نظراتها حادة، سجينة ليست مثل باقي السجينات. فتهمتها ثقيلة تقشعر لها الأبدان، ومعروفة على الصعيد الوطني.
فقد قضت المحكمة بسجنها إلى الأبد، بعدما وجهت إليها تهمة قتل ابنها وابنتها، وتقطيع جثتيهما إلى قطع وضعتها في حقائب سفر وأرسلتها عبر قطارات في اتجاه مدن مختلفة لطمس معالم الجريمة.
"اعترفت بقتلي لابني تحت الضغط، إذ تلقيت تهديدا عبر الهاتف"، تقول السجينة، قبل أن تضيف "أن تقرير الطب الشرعي جاء عكس ما صرحت به في اعترافاتي، فمن المستحيل أن أقطع جثتي ابني بمنشار كهربائي بدقة عالية".
وتعود تفاصيل هذا الملف إلى سنة 2009، حين اهتزت مكناس على وقع خبر العثور على أشلاء بشرية داخل حقائب.
بعد اعتراف المتهمة تراجعت عن أقوالها، إذ صرحت عند استنطاقها أن عصابة متخصصة في الاتجار في المخدرات وتهجير الفتيات إلى الخليج، أرسلت أفرادها للانتقام من ابنتها التي كانت تربطها علاقة بالعصابة.
تكتشفون المزيد عن هذا وعن حياة السجينات في جريدة "الأخبار" لعدد يوم غد.