قال الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري السيد محمد صديقي، اليوم الاثنين بمراكش، إن المغرب يعد بلدا رائدا في مجال استنباط بدائل مقاومة للحشرات عوض الاستخدام الممنهج للمبيدات. وأضاف السيد صديقي، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة ال21 للندوة الدولية حول مقاومة النباتات للحشرات ، التي تعقد لأول مرة خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن المملكة تبنت توجها يرتكز على البحث عن أصناف بذور ونباتات مقاومة للحشرات كبدائل للمبيدات الحشرية، تراعي الجانب البيئي وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة . وأشار إلى أن هذه البدائل تمكن من تفادي الاستخدام الممنهج للمبيدات ولها فوائد اقتصادية كبيرة حيث تسمح بتقليص التكلفة والمصاريف التي يتحملها الفلاحون الصغار والمتوسطون. وأبرز السيد صديقي النتائج المشجعة للأبحاث التي قام بها الباحثون المغاربة، خاصة العاملون بالمعهد الوطني للبحث الزراعي والتي مكنت من استنباط أصناف من القمح الصلب مقاومة لذبابة "هيس"، وهي حشرة تلحق أضرارا فادحة بالإنتاج تصل إلى 35 في المائة من المحاصيل سنويا بالمغرب. وسجل، من جهة أخرى، أن هذه التظاهرة تكتسي أهمية كبيرة وتشكل مناسبة لتبادل التجارب الناجحة وتقديم نتائج آخر الدراسات المنجزة في هذا الميدان لتعزيز الاستراتيجية الوطنية للبحث والتنمية والاستشارة الفلاحية حول مقاومة الزراعات للحشرات وتحسين إنتاجية الزراعات من خلال تزويد الفلاحين بتقنيات مكافحة الحشرات. من جهته، أبرز السيد مصطفى البوحسيني، خبير بالمركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة ، أن هذه الندوة تنظم لأول مرة خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد 40 سنة، مما يعد شرفا للبحث العلمي والزراعي بالمملكة. وأضاف أن هذا اللقاء العلمي يهدف إلى تبادل الأفكار والآراء والتجارب حول البدائل والاستراتيجيات ذات الصلة بمكافحة الحشرات النباتية التي تتسبب في أضرار تقدر بمليارات الدولارات سواء بالمغرب أو باقي دول العالم، وكذا لاستنباط أصناف مقاومة للحشرات والتي تعد طريقة سليمة بيئيا. من جانبه، أشاد السيد محمد المريد، المنسق الإقليمي للبرنامج الإقليمي لشمال إفريقيا في المركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة، بالاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الفلاحة والصيد البحري للبحث الزراعي والعلمي ، مبرزا أن التجربة المغربية في هذا المجال رائدة على المستويين العربي والإفريقي وهو ما يعكسه توصل الباحثين المغاربة ولأول مرة على المستوى العالمي إلى استنباط نوع جديد من القمح الصلب مع جينات مقاومة لذبابة "هيس". وأجمعت باقي المداخلات على التأكيد على ضرورة تبني منظور حديث للتنمية المستدامة والتركيز على مسار المقاومة الوراثية للنباتات للحد من الآفات الحشرية التي تتسبب في أضرار تقدر بمليارات الدولارات على المستوى العالمي. وتميزت هذه الجلسة بمنح البرنامج الدولي لمقاومة الأمراض النباتية جائزة الاستحقاق لفريق مكون من باحثين من جنسيات متعددة ينتمون للمركز الدولي للبحث الزراعي في المناطق الجافة والشركة الأمريكية للأبحاث الزراعية والمعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب، تقديرا للأبحاث التي قاموا بها والتي أفضت إلى استنباط أصناف من القمح الصلب والطري مقاومة لذبابة "هيس".
وتسعى هذه المناظرة، المنظمة بشكل مشترك بين المركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة والجمعية المغربية لحماية النباتات ومجموعة العمل الدولية لمقاومة النباتات للحشرات والمعهد الوطني للبحث الزراعي تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري، لتكون أرضية محورية عملية للتفكير تجمع حوالي 170 باحثا وخبيرا ينتمون إلى 36 بلدا تمثل القارات الخمس، قصد استعراض التقدم العلمي والمستجدات في مجال مقاومة النباتات للحشرات الفتاكة. ويناقش العلماء المشاركون في هذا اللقاء، الحلول البديلة لمكافحة هذه الحشرات، دون اللجوء الآلي للمبيدات الحشرية، من أجل مواجهة هذه الظاهرة.
كما يتناول اللقاء، المنظم على مدى خمسة أيام، ثلاثة محاور تهم مناهج تحديد مصادر المقاومة ضد الحشرات الضارة والاستراتيجيات التعاقدية المطورة من أجل مقاومة الحشرات الضارة وآليات المقاومة ضد الحشرات الضارة