يحاول المسؤولون في الجزائر البحث عن مشجب لتعليق المشاكل التي تنخر الاوساط المتحكمة في السلطة وصراع الاجنحة الذي تفجر مؤخرا، وذلك لإلهاء الشعب الجزائري ومحاولة الالتفاف على مطالبه ومن ضمنها تنحية بوتفليقة وعصبته من الحكم.. وفي هذا الاطار اوردت صحيفة الشروق، القريبة جدا من الدوائر الرسمية في الجزائر، ان هناك جهة ما تحاول ضرب استقرار الجزائر قبل الانتخابات الرئاسية، حيث جاء في ذات الصحافة "ان التخمينات تتواصل " بخصوص الجهة الراغبة في ضرب استقرار الجزائر، أياما قبل الانتخابات الرئاسية، دون تقديم أية معطيات رسمية مؤكدة وموثقة من قبل أية جهة، ودون أن تقدم الجهات الرسمية الجزائرية أية تصريحات أو توضيحات بشأنها.."
فتحت عنوان "كوموندوس من "حماس" دخل جبال الشعانبي لتسريب أسلحة للجزائر!" حاولت الصحيفة بناء ادعاءاتها، ادعاءات المسؤولين في النظام، من خلال الإشارة إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي وتقارير تؤكد دخول عناصر تنتمي إلى حركة حماس إلى تونس عام 2010 من اجل حفر ممرات بالمحاذاة مع حدود الجزائرية الشرقية لتمرير اسلحة إلى الجزائر لتنفيذ مخطط دولة خليجية لم تعلن عن اسمها. .
وجاء في الصحيفة انه "من تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد وجود مؤشرات حول رغبة دول غربية في نشر الفوضى بالجزائر، دون ذكرها بالاسم، إلى تناقل الإعلام التونسي معطيات مفادها وجود تقارير "وطنية وأجنبية" تؤكد دخول عناصر تنتمي إلى حركة "حماس" الفلسطينية إلى تونس العام 2010، من أجل حفر ممرات في جبال الشعانبي المحاذية للحدود الشرقية الجزائرية، لتمرير أسلحة إلى الجزائر تنفيذا لمخطط دولة خليجية"..
و وبعد تكذيب حركة "حماس" الفلسطينية لما أثير حول وجود هذه التقارير المخابراتية، واستنكارها لما تقوم به بعض الوسائل الإعلامية التي "تصرّ على نشر الأكاذيب والفبركات ضد الحركة" لم تجد صحيفة الشروق، او من املى عليها مقالها، من شيء لإقناع القارئ ان هناك بالفعل مخططا لزعزعة امن الجزائر، سوى القول انه "إن كان ممثل عن حركة "حماس" قد كذب "التخمينات" التي تناقلها الإعلام التونسي جملة وتفصيلا، تبقى تصريحات وزير الخارجية الروسي تحتاج إلى توضيحات على الأقل على سبيل الاستعلام والتنسيق من قبل الحليف التقليدي للجزائر، في وقت لم يقدم المسؤولون الجزائريون لحد الساعة أية تصريحات بخصوص هذه المعطيات، وما إن كانت الخارجية الجزائرية قد استفسرت السفير الروسي حول تصريحات وزيره للخارجية، أو حتى مسؤولي السفارة التونسية حول "التقارير المخابراتية" التي تحدث عنها الإعلام التونسي."
هكذا إذن يريد المسؤولون الجزائريون، من خلال صحيفة الشروق، إقناع الشعب الجزائري والرأي العام العالمي ان هناك خطرا ارهابيا يحدق ببلاد المليون شهيد وما على الجزائريين إلا التكتل وتكوين جبهة موحدة ضد العدو الخارجي ومساندة بوتفليقة والكف عن معارضة ترشحه لعهدة رئاسية رابعة، كما ان على القوى الدولية السكوت عن ما يمكن ان يقترفه النظام الجزائري في الايام القادمة من مجازر في حق شعبه لان ذلك يدخل في إطار محاربة الارهاب والتطرف..