تتواصل التخمينات بخصوص الجهة الراغبة في ضرب استقرار الجزائر، أياما قبل الانتخابات الرئاسية، دون تقديم أية معطيات رسمية مؤكدة وموثقة من قبل أية جهة، ودون أن تقدم الجهات الرسمية الجزائرية أية تصريحات أو توضيحات بشأنها. ..فمن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد وجود مؤشرات حول رغبة دول غربية في نشر الفوضى بالجزائر، دون ذكرها بالاسم، إلى تناقل الإعلام التونسي معطيات مفادها وجود تقارير "وطنية وأجنبية" تؤكد دخول عناصر تنتمي إلى حركة "حماس" الفلسطينية إلى تونس العام 2010، من أجل حفر ممرات في جبال الشعانبي المحاذية للحدود الشرقية الجزائرية، لتمرير أسلحة إلى الجزائر تنفيذا لمخطط دولة خليجية. من جهتها، كذبت حركة "حماس" الفلسطينية، ما أثير حول وجود هذه التقارير المخابراتية، حيث استنكر عزت الرشق عضو المكتب السياسي للحركة، "ما تقوم به بعض الوسائل الإعلامية التي قال إنها لا تزال تواصل وتصرّ على نشر الأكاذيب والفبركات ضد الحركة ونهجها المقاوم، وأشار إلى أن القارئ لهذه الأخبار يخيل له "أنَّ حركة حماس أصبحت قوّة عابرة للقارات بأسطول جيشها الضارب في كل شبر من الكرة الأرضية". واعتبر الرشق ما تناقلته وسائل إعلام تونسية أشارت إلى وجود تقارير مخابراتية أجنبية ووطنية، تؤكد دخول عناصر فلسطينية تابعة لحركة حماس إلى جبل الشعانبي، وحفر أنفاق داخله منذ أواخر سنة 2010 لتهريب أسلحة وأشخاص، تنفيذا لتعليمات دولة خليجية، وبدعم لوجستي منها في إطار مخطط تقوده دول غربية كبرى لضرب استقرار الجزائر عبر تنفيذ هجمات قوية على المراكز الحدودية، اعتبرها تلفيقا، وعلق بالقول "لم يعد غريبا، بعدما سمعنا أنَّ الشهيد أحمد الجعبري كانت له يدٌ في ثورة 25 جانفي 2011 بمصر، وأنَّ الأسير حسن سلامة الذي لا يزال قابعاً في سجون الاحتلال كان مهرّباً لسجناء وادي النطرون، أن نسمع ونقرأ أنَّ للحركة يدا في ساحات كييف وجزيرة القرم، أو دورا في أحداث مالي وإفريقيا الوسطى، وأضاف "أنَّنا نشفق على تلك الوسائل الإعلامية وهي تتعِب نفسها في حبك خيوط الخبر أو ما تسمّيه تقارير مخابراتية أجنبية ووطنية، وتنعتها بالمصادر الخاصة، لتقع في شرك الإساءة لأجهزة دولتها وتقصيرها في حماية حدودها، فضلا عن بُعدها عن الموضوعية والمهنية في تشويه حركة مقاومة فلسطينية، أكّدت أنَّ بوصلتها موجّهة ضد الاحتلال الصهيوني فقط"، يضيف الرشق في تصريح ل"القدس العربي". وجدد الرشق تأكيد الحركة رفضها المطلق لأيّ عمل يهدّد أمن واستقرار أيّة دولة عربية أو إسلامية، وشدَّد على أنَّ "حماس تتطّلع لأن تكون كل الدول العربية والإسلامية رائدة في دعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة"، مؤكدا أن "كل المحاولات الساعية لتشويه الحركة ونهجها المقاوم عبر الفبركات الإعلامية والأخبار الملفقة لن تنال منها". وإن كان ممثل عن حركة "حماس" قد كذب "التخمينات" التي تناقلها الإعلام التونسي جملة وتفصيلا، تبقى تصريحات وزير الخارجية الروسي تحتاج إلى توضيحات على الأقل على سبيل الاستعلام والتنسيق من قبل الحليف التقليدي للجزائر، في وقت لم يقدم المسؤولون الجزائريون لحد الساعة أية تصريحات بخصوص هذه المعطيات، وما إن كانت الخارجية الجزائرية قد استفسرت السفير الروسي حول تصريحات وزيره للخارجية، أو حتى مسؤولي السفارة التونسية حول "التقارير المخابراتية" التي تحدث عنها الإعلام التونسي.