إني اخترتك يا وطني حباً و طواعية إن اخترتك يا وطني سراً و علانية ، هكذا كتبها الشاعر الكبير محمود درويش و هكذا غناها الفنان مارسيل خليفة ، فهل فهمناها ؟ و هل استوعبناها ؟ هل سنختار الوطن ؟ هل نحن نحب الوطن ؟ الشيء الجميل الذي جاءت به الأيام الماضية بعد الثورات اللتي باغاثت الجميع هو أنها جعلت من جميع المغاربة - على الأقل ساكني الفيسبوك - يأخذ موقف سياسياً فهذا مع و هذا ضد رغم أن السواد الأعظم لا يفرق بين اليسار السياسي و الجناح الإيسر في المنتخب الوطني .... هذه هي الطامة الكبرى، فكأننا نريد عبور المحيط بقوارب أبي رقراق ... سنغرق سنغرق، فإن لم نغرق في الفوضى و اللاأمن سنغرق في الفرقة ... كثير مثلي من الذين يرفضون الخروج في مسيرات على الطريقة التونسية أو المصرية هم في الحقيقة أول الحريصين على الثورة أو بتعبير دقيق النهضة ، نعم النهضة ، ما يلزمنا في الحقيقة في هذا الوطن هو نهضة أخلاقية و فكرية ترتب أوراقنا قبل البدء في المطالبة بحقوقنا . فعندما يتوقف فصيل طلابي عن منع الطلبة من إجراء الإمتحانات بقوة السلاح الأبيض سأثق في تمثيل هذا الفصيل للطلبة و انذاك فقط سأعترف أنه أحسن من قوات الأمن التي بدورها تجبر الطلبة على إجتياز هذه الإمتحانات، بخلاصة يجب أن أكون ديمقراطياً كي اسعى إلى الديمقراطية . و عندما تتخلص الحركات الإسلامية من المندسين بينها و الذي لا يجمعهم بهذه الحركات سوى تلك الصورة التي يشكلها المغاربة عن الشخص المتدين حينها سنعترف لهذه الحركات ونعطيها موقعاً في خريطة هذا الوطن ، و عندما تتوقف بعض الحركات الأمازيغية عن محاولة إرجاع الظهير البربري في نسخة أخرى، و عندما تطالب بأعطاء الثقافة الأمازيغية حقها دون المساس بوحدتنا حينها فقط سأقول لكم حقيقة أني لا أعرف حتى الأن هل أن من أصول عربية أو أمازيغية ، أما بالنسبة لأصحاب الأسماء العائلية البنبنية أي بن خرفوش و بن فشفوش -والفاهم يفهم - حين يتوقفون على التباهي بأسمائهم العائلية وحين نتوقف نحن عن اعطائها أكبر من حجمها سنعرف اننا أبناء وطن واحد و لا فضل لواحد على الأخر إلا بمدى خدمته لهذا الوطن ... وحين يتوقف الطبيب عن المتاجرة بالمرضى و يتوقف المحامي عن المتاجرة بالمظلومين وحين نتوقف عن البحث عن وظيفة نبذل فيها أقل جهد ونكسب منها أعلى أجر و عندما و عندما .... حينها فقط سأغني معكم اني اخترتك يا وطني وبعدها ادعوكم للثورة ... سيقول المتحمسون للثورة انني متخاذل و خائف و متواطئ ... وسأقول لهم المتخاذل سيترككم ولن ينصحكم و الخائف مختبئ ولا يعلن أفكاره و وإذا كان حب الوطن تواطأ فإني أول المتواطئين ... أنا أحب الملك عندما يكون رمزاً لوحدة هذا الوطن و أقف ضد حكومة لا تجيد قراءة رسائل الملك ، ولا تجيد إلا الضحك في البرلمان على هموم المواطن و لا تحب أن يشاركها الحكم أحد لا ينتمي إلى العائلة المبجلة الكريمة. لا انتظر أن يشرح لي أحد أن المغرب يحتاجنا فأنا اخترت هذا الوطن حباً و طواعية وسأدافع عنه سراً و علانية. تار الوطن قبل الثورة