ووري جثمان فاطمة أزهريو، الملقبة بشهيدة الإهمال الطبي، الثرى امس الاحد بمقبرة بلدة بني بوعياش بعد صلاة الجنازة بمسجد إكلثومن، وذلك بحضور فعاليات جمعوية ومواطنين من الحسيمة و الناظور و المناطق المجاورة.. "فاطمة أزهريو"، التي توفيت اول امس السبت عن سن يناهز 14 سنة، كانت تعاني مع المرض مند حوالي خمسة أشهر، حيث أصيبت بسرطان الدم و وكانت بحاجة إلى تغيير دمها بشكل يومي، في مستشفى محمد الخامس في الحسيمة، حيث كانت ترقد، إلا ان فصيلة دمها نادرة وهي من نوع "O+ "، ما زاد في تعقيد حالتها الصحية بموازاة قلة ذات يد الاب المسكين الذي يعيل اسرة مكونة من زيجتين و 13 ابنا . .
وفي تصريحات افراد العائلة لبعض المواقع الالكترونية يظهر حجم الاهمال الذي تعرضت له التلميذة، التي كانت تتابع دراستها بالثانوية الإعدادية عقبة بن نافع، داخل مستشفى الحسيمة حيث لم يتم توفير الدم المناسب للمريضة بالسرعة التي تقتضيها حالتها الصحية، وامام انتظار دام أكثر من ساعتين، يقول اب فاطمة، فارقت ابنته الحياة رغم ان هناك العديد من المتطوعين الذين تقدموا للتبرع بالدم..
والد الفتاة اشار إلى ان الاطباء مرض فاطمة يكلف مبلغ 120 مليون سنتيم لمعالجته، فيما كشف شقيقها، في تصريح صحفي، ان الحالة الصحية السيئة لأخته دفعت الأطباء بمستشفى عشرين غشت بالدار البيضاء، حيث قضت المريضة أكثر من 15 يوما، يطلبون منها المكوث بمستشفى الحسيمة على أن يتكلفوا بإرسال صفائح الدم اللازمة، مع اتباع ادوية كلفت الاب 5000 درهم اقتناها من مدينة مليلية نظرا لانخفاض تكلفة الادوية هناك..
حالة فاطمة تعيد طرح الاسئلة حول وضعية المستشفيات في المغرب وكذا مسؤوليات بعض المتدخلين في عمليات التطبيب وهو ما يؤكده قول شقيق فاطمة بان والدتهم توفيت بدورها بمستشفى الحسيمة بسبب الإهمال الذي طالها سنة 2004 عندما أجريت لها عملية قيصرية، وتصادف ذلك مع الزلزال الذي ضرب المنطقة حينها، حيث فر الأطباء و تركوا أمه عرضة لمصيرها دون رتق جرحها، لتفارق الحياة، "نفس الإمهال تكرّر مع فاطمة و غدا سيتكرر مع أخرين" يضيف شقيق فاطمة..