يصر رضا بنعثمان، الذي قضى أربع سنوات سجنا بتهمة الإرهاب، على حضور مجالس حركة 20 فبراير، وخلال اللقاء الأخير تدخل ليقول إنه تعرض للتعذيب وإنه لن يقدم الولاء لأحد سوى لأمه، في إحالة على حالة الشتات التي عاشها منذ طفولته حيث طلق والده والدته وعاش في كنف أسرة والدته ولم ينفعه أن يدخل المدرسة الفرنسية حيث لم يستطع إكمال دراسته بليسي ديكارت. وإصراره على حضور مجالس حركة 20 فبراير أصبح مثار أسئلة متعددة، حيث قدمت الحركة نماذج سيئة للمتسكعين (الشماكرية) وبائعي الحشيش، وأكمل مؤسسها الباهية عندما اعتقل في حالة تلبس وهو يمارس الجنس على قاصر ويتعلق الأمر بأسامة الخليفي، أحد قادة "الربيع العربي" بالمغرب.
لكن الجواب سهل جدا، لأن رضا بنعثمان يعتبر كل مناضلي حركة 20 فبراير كفارا أو فاسقين أو على الأقل عصاة، ووفق نهجه السلفي الجهادي فالحل عنده هو إرسالهم جملة إلى جهنم، وهذا ما يفكر فيه عندما أراد تأسيس جماعة إسلامية مسلحة لإسقاط النظام على غرار مشاركة رفاقه في تأسيس حركة شام الإسلام قصد إسقاط النظام في سوريا، وهو على علاقة وطيدة بهم خصوصا بقائدها الحالي محمد مزوز. لكنه يفكر في تركهم يلهون بالنضال كي يستغلهم.
إذن ما يريده بنعثمان من 20 فبراير هو أن يتخذها مطية لتحقيق أغراضه الشخصية، وسبق أن التجأ إلى جمعية الكرامة لحقوق الإنسان وطلب من رئيسها التدخل لدى صديقه رئيس الحكومة قصد إعادته إلى عمله بمكتب تنمية التعاون، ولقد أخذ مسعاه المجرى الطبيعي لولا الاصطدام بالقانون الذي يتيح فقط لمن خرج بالعفو باستعادة عمله أما من أكمل عقوبته فيلجأ إلى المحكمة.
ولجوء بنعثمان إلى حركة 20 فبراير فهو من أجل تصوير نفسه على أنه معتقل سياسي سابق، حتى يستعيد عمله، في حين أنه اعتقل لأنه قام بتصوير مواقع حساسة في الدولة ووضع تلك الصور على الأنترنيت وفي مواقع إرهابية مما يشكل خطورة على الأمن العام ويجعلها هدفا إرهابيا.
ويعتبر بنعثمان من مؤسسي لجنة الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، التي أسسها معتقلون جهاديون سابقون، وكانت اللجنة بالنسبة إليه ملاذه لتحقيق أغراضه الشخصية، غير أن السلفيين الجهاديين في اللجنة فطنوا إلى أغراضه فطردوه شر طردة، ومنذ مغادرته لهذا التنظيم أصبح يبحث عن علاقات جهنمية كي يكون له شأن في الوجود، ولا يتوانى في استغلال كل المنتديات والمواقع الالكترونية لتحقيق أغراضه الشخصية.