كشفت معلومات عن رضا بنعثمان، المعتقل السلفي الجهادي السابق، عن مفاجأة من العيار الثقيل. فالرجل الذي استفاد من قرار خاص بإرجاعه إلى عمله ما زال ينسق مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "شام الإسلام"، وأوضحت المعلومات ذاتها أن بنعثمان كان على علاقة وتواصل دائم مع إبراهيم بنشقرون العلمي، مؤسس التنظيم المذكور الذي يقاتل إلى جانب جبهة النصرة الإرهابية بسوريا ومعتقل سابق بغوانتانامو وقضى بضع سنوات من السجن قبل أن يخرج ليصبح مناضلا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين وقد حاور الرميد في مناسبات عديدة وقد قُتل صبيحة عيد الفطر. وبعد مقتل بنشقرون العلمي بقي بنعثمان على تواصل مستمر مع محمد العكمولي، المسؤول العسكري داخل كتيبة "شام الإسلام" التي تضم حوالي 700 مغربي، واعترف في مناسبات خاصة بأنه يسعى إلى قلب النظام في المغرب عن طريق استعمال السلاح والموارد الإرهابية، وذلك عن طريق تأسيس حركة إسلامية مسلحة الغرض منها إحداث الفوضى والقتل والإرهاب.
وحاولت والدته رشيدة البارودي تقديمه على أنه معتقل سياسي وذلك من خلال تعاونها مع منظمة هيومان رايتس ووتش، وحاولت تقديمه كمعتقل إسلامي بسويسرا وعلى أنه من نشطاء حركة 20 فبراير والذي يمكن أن يتعرض للاعتقال في أية لحظة، كما ربط علاقات مع الناشطة اللبنانية سيليني راشد، وأصبحت علاقاته اليوم مكشوفة مع العديد من التيارات الجهادية وخصوصا تنظيم بنشقرون ومسؤوله العسكري.
وكان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة قد بعث رسالة إلى مدير مكتب تنمية التعاون قصد إعادة إدماج رضا بنعثمان في وظيفته السابقة، وهي القضية التي خلقت نوعا من الغليان وسط موظفي هذه المؤسسة، حيث إن الشخص المذكور تمت إدانته بموجب قانون الإرهاب ولم يستفد من مسطرة العفو ولم يلجأ للمحكمة الإدارية قصد تسوية وضعيته.
وتتضمن رسالة بنكيران إعادته إلى منصبه مع استفادته من مبلغ مالي قيمته حوالي 53 مليون سنتيم . وكان بنعثمان قد بعث برسالة إلى عبد العالي حامي الدين القيادي في العدالة والتنمية ورئيس منتدى الكرامة وصديق والده محمد العربي بنعثمان قصد تدخل الجمعية وقد قام حامي الدين ببعث رسالة إلى رئيس الحكومة يعرض فيها إلى قضية بنعثمان، الذي هو حسب حامي الدين ليس سوى معتقلا من أجل التعبير عن آرائه، ولا ندري هل نشر صور مأخوذة عبر الأقمار الاصطناعية لمواقع حساسة يمكن أن تشكل هدفا لمنظمات إرهابية ام مجرد تعبير عن الرأي. وهي القضية التي قضى بموجبها أربع سنوات سجنا.
ويذكر أن رضا بنعثمان وقبل إعادته من طرف بنكيران إلى عمله السابق على الاعتقال استطاع اختراق موقع لكم لصاحبه علي أنوزلا، حيث أصبح هذا الموقع مكانا لنشر أوساخ السلفية الجهادية.
المعلومات المذكورة مؤكدة من مصادر متطابقة يستحيل تواطؤها على الكذب، وبالتالي يبقى السؤال مطروحا ما موقف بنكيران من إعادة شخص إلى عمله وهو ما زال ينسق من اجل تأسيس حركة إسلامية مسلحة بالمغرب؟ ما موقف الرميد الذي دافع عنه؟ ما موقف حامي الدين؟ وهل ستتحول الحكومة إلى مكان للدفاع عن الإرهابيين؟