إرهابيون في المجتمع المدني أسس المقاتلون المغاربة بسوريا حركة "شام الإسلام" التابعة لتنظيم القاعدة، وتزعمها بداية شخص يدعى محمد بنشقرون العلمي والذي قتل في المواجهات الدائرة بين الجيش السوري وجبهة النصرة بريف اللاذقية، وتضم عددا مهما من المغاربة وصل عددهم حسب بعض الإحصائيات حوالي 700 شخص بالمنطقة المذكورة لكن لا يعرف عددهم الحقيقي على التراب السوري أو المناطق الجاري بها المعارك. ليس بالنسبة إلينا مهما تأسيس هذا التنظيم من عدم تأسيسه وليس مهما بالنسبة الموقف من أطراف الحرب في سوريا، وليس مهما هنا أن تكون مع النظام أو ضده أو مع جبهة النصرة أو ضدها، لأن المهم في هذه اللحظة هو مصير تنظيم "شام الإسلام" بعد انتهاء الحرب وحل الأزمة بأي طريقة، إذ لكل أزمة نهاية وعند النهاية تكون هناك بداية جديدة. فمع نهاية الأزمة السورية مهما كانت طبيعة الحل سيبدأ تنظيم "شام الإسلام"، الذي يمكن نعته ب"الشوام المغاربة" أو "مغاربة الشام" على غرار الأفغان المغاربة، في البحث عن خيارات الخروج من سوريا، ولن يجد أعضاء التنظيم، أو من بقي منهم حيا، سوى خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يبحثوا عن بؤرة توتر جديدة ليلتحقوا بها لممارسة القتال الذي أصبح هو عقيدتهم الحقيقية أو العودة إلى أرض الوطن أو وسط الجالية المغربية، ولا يهمنا من يلتحق ببؤر التوتر إلا بقدر زيادة خبرته في القتال والإرهاب والعودة ولو بعد حين إلى المغرب ولكن يهمنا الذين سيعودون مباشرة بعد نهاية الأزمة، وذلك بعد أن تشربوا بالفكر الإرهابي الممزوج بالمهارات القتالية والقدرة على تصنيع المتفجرات والمفخخات. وهنا لابد من التذكير بالأفغان المغاربة؛ هم مواطنون مغاربة متشبعون بالفكر السلفي الوهابي تم إرسالهم في الثمانينيات من القرن الماضي بإشراف من الدكتور عبد الكريم الخطيب مؤسس حزب العدالة والتنمية وعبد الإله بنكيران الذي كان حينها رئيسا لجمعية الجماعة الإسلامية، وقضى المغاربة في أفغانستان وقتا مهما في قتال الجيش الأحمر للاتحاد السوفياتي سابقا، وبعد نهاية الحرب منهم بقي هناك في معسكرات "المجاهدين"، الذين تحولوا إلى الاحتراب الداخلي وانتهت أسطورة الملائكة التي تقاتل إلى صفوف بياعي الأفيون، ومنهم من عاد إلى المغرب. مرت سنوات ليتبين أن الإرهابي من الصعب عليه الاندماج في المجتمع فبالأحرى أن يشتغل في مؤسسات المجتمع المدني. حيث تورط العائدون من أفغانستان في أحداث 16 ماي الإرهابية التي أصابت المغاربة بالدهشة. ورغم ذلك استمر حزب العدالة والتنمية في التشكيك في فاعل هذه الأحداث وعلى رأسه زعيمه عبد الإله بنكيران، واستمر الحزب في المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأعمال الإرهابية والمحكومين وفق قانون مكافحة الإرهاب. نعود إلى ما حدث اليوم حتى لا تتكرر 16 ماي من فعل الشوام المغاربة. فمؤسس هذا التنظيم الإرهابي ينتمي لجمعية حقوقية. اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين وأبرز ناشطيها بفاس ونواحيها. معتقل سابق في غوانتانامو وقضى ست سنوات سجنا في المغرب. هذه اللجنة استقبلها مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، أكثر من مرة وحاورها ووعدها. ليسنا لدينا اعتراض على استقبالهم لكن لدينا استشكالات. هل الإرهابي يثوب؟ هل الإرهابي قادر على العمل في المجتمع المدني؟ هل ستتحول الجمعيات الحقوقية إلى حاضنة للاحتياطي الإرهابي؟ إن حزب العدالة والتنمية الذي ربط الاتصال بجبهة النصرة من خلال بعض أعضائه مطالب بتوضيح موقفه تجاه ظاهرة "الشوام المغاربة"، وكيف ستتعامل معهم الحكومة حالة عودتهم؟.