الرجال الحقيقيون لا يظهرون إلا وقت الشدائد. وإذا كان من حسنة لمسيرات 20 فبراير، فهي أنها استطاعت أن تغربل السياسيين المغاربة غربلة دقيقة، حيث ظل الشرفاء على سطح الغربال، فيما هوى الجبناء في الثقوب ونزلوا إلى قاع مزبلة التاريخ! السيد مصطفى الرميد، والحبيب الشوباني، وعبد العالي حامي الدين، ثلاثة رجال من حزب العدالة والتنمية، فضلوا أن يضعوا استقالاتهم على مكتب أمين عام الحزب، عبد الإله بنكيران، وينسحبوا مرفوعي الهامة، عوض أن يقفوا في صفّ العبيد يستجدون العطف على الأعتاب. في الشدائد كايبانو الرجال ديال بالصح والرجال ديال الفرشي! الرميد والشوباني وحامي الدين رجال في زمن عزّ فيه الرجال، لذلك يستحقون منا كل التقدير والاحترام على موقفهم الشجاع، فليس هناك ما هو أصعب في المغرب من أن تسبح ضد التيار المخزني، الذي يبدو أنه جرف بنكيران إلى غير رجعة، وللأسف أنه جرف معه حتى حزب المصباح بأكمله. نقف أيضا وقفة تقدير واحترام لرجال الفن والأعمال، الذين خرجوا إلى الشارع للوقوف إلى جانب الشعب على قلّتهم. نحيّي أحمد السنوسي (بزيز) على مبادئه الصلبة التي لا تتغير، ونحيي ميلود الشعبي، الذي يعرف جيدا أن الوقوف إلى جانب الشعب سيجلب عليه غضب المخزن، وسيخلق له المتاعب، وهو رجل أعمال كبير، لكنه مع ذلك خرج للاحتجاج في الشارع إلى جانب شباب 20 فبراير. فتحية لهؤلاء جميعا، وبئس مصير الجبناء والخائفين على مصالحهم الشخصية أكثر من خوفهم على المصلحة العليا للوطن. في الختام، لا باس أن نذكّر بأن السيد عبد الإله بنكيران، وبعد موقفه الجبان من مسيرات 20 فبراير، يكون قد ضمن نتيجة مؤكدة لحزب العدالة والتنمية في أي انتخابات مقبلة يخوضها، وهي أن الحزب غادي يهزو الما!