الرياض: افتى المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بتحريم قتل النفس حرقا للاحتجاج، داعيا المسلمين الى "الصبر والاحتساب" بعد ان شهدت دول عربية عدة حوادث من هذا النوع، بحسب ما افادت صحيفة الحياة الجمعة. وذكرت الصحيفة ان المفتي "حرم قتل النفس حتى ان كانت الظروف المعيشية صعبة" واكد "ان قتل النفس بالاحراق جريمة نكراء". واضاف في محاضرة القاها في الرياض "ان احراق وقتل النفس من كبائر الذنوب وهو اقدام على شر، بل على المرء الصبر والاحتساب وبذل الاسباب النافعة والإقدام". كما ذكر بان قتل النفس بالحرق "جريمة نكرة ومصيبة عظمى لا يجوز انتشارها بين المسلمين ولا ينبغي للمسلم اللجوء لمثل هذا العمل الذي يعد انتحارا، وهو من الجرائم النكرة، وهذه الأعمال تشوه صورة المسلمين، وعلى المسلم التحمل والصبر". وانتقد المفتي "من يطبل ويعظم" هذه الممارسة، معتبرا ان هؤلاء "من ضعفاء الايمان والنفوس". وشهدت دول عربية عدة خلال الايام الاخيرة العديد من محاولات الانتحار حرقا. وكان ثلاثة مصريين اضرموا النار في انفسهم الثلاثاء توفي احدهم متأثرا بجروحه في الاسكندرية، كما اضرم عاملان مصريان في شركة خاصة لصناعة النسيج في محافظة المنوفية (دلتا النيل) النار في جسديهما الخميس احتجاجا على قرار المسؤولين في الشركة بنقلهما الى اقسام اخرى. وبدأت هذه السلسلة من الحوادث في السابع عشر من كانون الاول/ديسمبر الماضي عندما اضرم الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في جسده احتجاجا على سوء احواله المعيشية ومصادرة السلطات لعربة كان يبيع عليها الخضروات رغم انه يحمل شهادة جامعية. وكان هذا الحادث بمثابة الفتيل الذي فجر انتفاضة شعبية في تونس سقط خلالها 87 قتيلا على الاقل بحسب السلطات وانتهت بسقوط الرئيس زين العابدين بن علي وفراره خارج البلاد يوم الجمعة الماضي. وتوفي البوعزيزي قبل ان تؤدي هذه الانتفاضة الى سقوط نظام بن علي. إيلاف