في كتاب صدر مؤخرا لمؤلف مصري، نبوء عجيبة حول ظهور "المهدي المنتظر" في مصر على كرسي الرئاسة بعد سقوط حسني مبارك.
يرصد صبري بسيوني في كتابه "غدا الرئيس" ما يعتبره "تنبؤات نبوية" للرسول محمد حول قضايا من بينها اندثار دولة إسرائيل وانتصار المسلمين على اليهود والمسيحيين وعلامات يوم القيامة.
لكن توقعاته حول المهدي المنتظر جاءت مبنية على حلم بأن "صحابيا مصريا" سيتولى خلافة مبارك وسوف يكون "قائدا للبعث الأوسط"، في إشارة واضحة إلى الرئيس محمد مرسي.
ويرتبط المهدي المنتظر في الأدبيات الإسلامية عموما، على اختلاف الطوائف، بقرب حلول يوم البعث أو نهاية الدنيا.
والمهدي عند أهل السنة يولد قبل توليه الحكم ببضعة عقود بينما يعتقد الشيعة أن المهدي ولد منذ أكثر من ألف عام لوالده الإمام الحسن العسكري.
وتدل الاحاديث النبوية بحسب أهل السنة على ان المهدي المنتظر"سيملك العرب ويحكم خمس أو سبع أو تسع سنوات، يحثي المال حثيا ولا يعده عدا، ويقسمه بالسوية، ويعمل بسنة النبي، ويملأ الدنيا عدلا كما مُلئت ظلما وجورا".
كما تشير الأحاديث الى انه هو أمير الطائفة التي لا تزال تقاتل على الحق حتى ينزل المسيح عيسى بن مريم فيصلي خلفه ثم يقتل "المسيح الدجال".
ويعتقد الشيعة الإثنا عشرية بأن محمد المهدي هو آخر الأئمة الاثني عشر الذي تولى الإمامة بعد أبيه الإمام الحسن العسكري. كما يعتقدون بأنه لا يزال على قيد الحياة منذ غيبته في سامراء قبل أكثر من ألف عام.
لكن التاريخ الاسلامي لا يخلو من "مدّعي المهدوية" الذين تأسست بناء على ادعاءاتهم فرق وطوائف اسلامية مثل الاسماعيلية والمهدية، وصار بعض الزعماء والقادة يسمي ابنه محمدا لينسب اليه صفة "المهدي المنتظر".
وكان آخر "مدعي المهدوية" رجل الدين السعودي محمد بن عبد الله القحطاني الذي ولد عام 1935 وهو أحد تلاميذ الشيخ عبد العزيز بن باز.
وادعى القحطاني أنه المهدي المنتظر أثناء حادثة الحرم المكي في 1980، حين قام هو وجهيمان العتيبي بمحاولة لقلب نظام الحكم واحتلال المسجد الحرام خلال حكم الملك خالد بن عبد العزيز.
وقتل محمد بن عبد الله القحطاني بالحرم المكي بعد أن احتله مع نسيبه جهيمان العتيبي والجماعة المواليه لهم.
وفي كتاب "غدا الرئيس"، يقول بسيوني ان خليفة مبارك "سينتهج نهجا نبويا ايمانيا يرتقي بحال الأمة الإسلامية التي قد آن موعدها اعتبارا من عام 2013".
ويقدم الكتاب، الذي صدر في 250 صفحة عن دار كايرو لندن للنشر، ما يسميها أدلة على تنبؤاته من القرآن الكريم والأحاديث النبوية وكيفية انتشار الدين الاسلامي "بترتيبات منظمة وليست عشوائية".
لكن تزامن صدور الكتاب مع صعود الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر، يشير بشكل أو بآخر إلى نمط جديد من الكتابة التي تستهوي قطاعا من القراء، ما دام الكاتب "يستند" إلى أحاديث نبوية في استدلالاته وتوقعاته التي يطرحها أمام مجتمع اقرب إلى التدين في مصر.