لازالت ردود الفعل متواصلة حول الصفقة الغريبة، التي تم بموجبها استحداث برنامج جديد على القناة الاولى يحمل اسم "ضيف الأحد"، حيث تم استقدام محمد التيجيني، مدير قناة "مغرب تي في" من بلجيكا لتقديم البرنامج الذي قدمت حلقته الاولى يوم الاحد 24 فبراير 2013. ويرى المتتبعون لهذا الشأن، وخاصة أولئك اللذين ينتسبون إلى الدار، أن هذه العملية تمسّ في العمق مصداقية القناة كما أنها تضرب بالكفاءات الصحفية المتواجدة داخل المغرب وفي ذات القناة عرض الحائط.
إقدام القناة على هذه الخطوة رأى فيها العارفون بخبايا الامور صفقة بين الصحافي مقدم البرنامج وإدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، خاصة ان صاحب قناة "مغرب تي في" سبق له ان قدم سنة 2012 برنامجا بذات القناة ،حاول من خلاله ابتزاز المسؤولين عبر حديثه عن الفساد المستشري بالشركة استنادا إلى حوار كانت الإعلامية فاطمة الإفريقي قد أدلت به لإحدى الجرائد الوطنية.
وقد قام التيجيني بحذف هذه الحلقة من موقع التواصل الاجتماعي "اليوتيب"، وهي الحلقة التي خصصت لموضوع "الفساد في التلفزة المغربية" التي تساءل فيها مدير القناة عن موقع المسؤولين الحكوميين ومدير عام الشركة من هذه الاتهامات التي تحدثت عنها الافريقي.
قيام القناة باستحداث برنامج على مقاس التيجيني ذي الجنسية المزدوجة، المغربية البلجيكية، يطرح الكثير من التساؤلات خاصة ان إعداده تم داخل استوديو القناة الاولى وبالاعتماد على المهندسين والتقنيين العاملين بذات القناة، كما ان المعدات التقنية والكاميرات المستعملة في البرنامج تخص الاذاعة والتلفزة المغربية حيث لم يبذل التيجيني أي جهد مادي ولا معنوي في انتاج وإعداد البرنامج، وفي مقابل ذلك استفاد من ملايين السنتيمات التي اديت من جيوب المواطنين..
الضجة التي عقبت هذا البرنامج وطريقة تمريره دفعت بالبعض إلى الاتصال بالمسؤولين بالاذاعة والتلفزة للظفر ببعض الشروحات في هذا الموضوع، حيث قال كريم السباعي، مدير التواصل بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لإحدى الجرائد اليومية الوطنية، أن البرنامج من إنتاج داخلي وأن كل جوانبه التقنية والفنية تتم بالقناة ولا يتطلب الشروط الأخرى المتعلقة بالإنتاج الخارجي أو المشترك وما تحدده دفاتر التحملات على هذا المستوى أو ما يدخل ضمن مهام لجنة انتقاء البرامج.
كما عبر ذات المتحدث عن عدم امتلاكه لجواب عن الكيفية التي تم عبرها منح تقديم البرنامج لهذا الصحفي دون غيره من صحفيي الداخل أو المهجر، حيث بإمكان صحافيي القناة وخاصة بمديرية الأخبار تقديم هذا البرنامج دون اللجوء إلى خدمات التيجيني.
وفي السياق ذاته استغربت جريدة التجديد، التابعة لحزب العدالة والتنمية الذي يرأس أمينه العام الحكومة الحالية، في عددها ليوم امس هذا الريع الذي استفاد منه التيجيني، وهي ذات الجريدة التي كان يترأس تحريرها وزير الاتصال الحالي مصطفى الخلفي.
فما رأي الوزير من هذه الصفقة التي جاءت مخالفة لما هو متعارف عليه في مجال الصفقات الخاصة بإعداد وإنتاج البرامج، وكذا كل الاجراءات التي جاء بها دفتر التحملات الجديد من شفافية وحكامة جيدة وترشيد للنفقات..