أكدت صحيفة (العرب)٬ الصادرة في لندن٬ اليوم الأربعاء٬ أن محاكمة المتهمين في قضية اكديم إزيك٬ والأحداث المرتبطة بها٬ كشفت اللثام عن الوجه الحقيقي لجبهة (البوليساريو) باعتبارها " شرذمة من المجرمين وقطاع طرق أصبح وجودهم يشكل تهديدا حقيقيا للاستقرار في المنطقة".
وأبرزت الصحيفة أن القرائن التي تم عرضها طيلة أطوار هذه المحاكمة العلنية تظهر بما لا يدع مجالا للشك تورط جبهة (البوليساريو) في دعم المتورطين في أحداث تفكيك مخيم اكديم إزيك في ضاحية مدينة العيون والتي أدت إلى مقتل 11 من عناصر الأمن٬ مشددة على أن هذه الأحداث أظهرت الوجه الحقيقي للجماعة الانفصالية التي لم تتوان٬ انطلاقا من مخيماتها في منطقة تندوف (جنوبالجزائر) في "توجيه جماعة إرهابية تسترت خلف مطالب اجتماعية من أجل ترويع الأبرياء وتمرير خطاب انفصالي لم يعد ينطلي على أحد".
ونوهت صحيفة (العرب) بالمقابل٬ بالسمو والنزاهة اللذين أبانت عنهما العدالة المغربية في تعاملها مع هذه القضية التي هزت مشاعر المغاربة٬ مشيرة إلى أن اقتصار الأحكام على عقوبة المؤبد والسجن لمدة تتراوح بين 20 و30 سنة٬ "يوجه رسالة قوية لكل من حاول تسييس القضية ويعطي وجها مشرفا ومشرقا لبلد ما فتئ يغلب حسن النية في التعاطي مع قضية وحدته الترابية دون وهن في الدفاع المستميت عن هذه القضية العادلة".
وأبرزت الصحيفة٬ في السياق ذاته٬ تأكيد العديد من المراقبين الدوليين الذين تابعوا كل أطوار القضية٬ وكذا محامو الدفاع٬ على أن المحاكمة مرت في جو من الشفافية واحترام كل حقوق المتهمين وكل القواعد المتعارف عليها عالميا.
وجددت صحيفة (العرب) التأكيد٬ من جهة أخرى٬ على أن أساليب جبهة (البوليساريو) تكشف عن وجهها الحقيقي "كشرذمة من المجرمين وقطاع طرق أصبح وجودهم يشكل تهديدا حقيقيا على الاستقرار في المنطقة"٬ مشيرة في هذا السياق إلى تنبيه العديد من الخبراء الدوليين إلى خطر وقوع (البوليساريو) تحت تأثير تنظيم (القاعدة) ومن يدور في فلكها من مجموعات تهدف إلى السيطرة على منطقة الساحل.
واعتبرت الصحيفة أن محاولات الجزائر٬ التي تحتضن وتدعم (البوليساريو) ماليا وعسكريا٬ نفي هذه الحقيقة الساطعة كمن يحاول حجب أشعة الشمس بالغربال٬ مبرزة في هذا السياق تأكيد المراقبين على أن محاولة النفي تعبر عن العجز الذي "أضحى يعتري السلطات الجزائرية في السيطرة على مجموعات خرجت من جلباب أجهزتها الأمنية المهترئة والمتصدعة بفعل الانقسامات الخطيرة التي طالت الطغمة الحاكمة في الجزائر العاصمة".
ودعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى ضرورة التعامل بكل جدية مع المعطيات التي تؤكد "انزلاق شرذمة (البوليساريو) ووقوعها في أحضان المنظمات الإرهابية"٬ بهدف تجنيب المنطقة كلها خطرا قد يمتد إلى حدود أوروبا.
وأضافت "على المجتمع الدولي أن يعي أن وجود مجموعة شبه عسكرية مثل (البوليساريو) في المنطقة وارتباطها الوثيق بمجموعات إرهابية وإجرامية في الساحل لم يعد مسألة تحتمل السكوت".
وخلصت الصحيفة إلى أن تعنت (البوليساريو) وعرقلته لكل الجهود المبذولة من أجل إيجاد حل عادل ونهائي لقضية الصحراء المغربية يعزز الشكوك التي تحوم حول النوايا الحقيقية للانفصاليين٬ الذين أثبتت الأيام أن هدفهم الوحيد هو زرع الفتن وعدم الاستقرار.
وأكدت صحيفة (العرب)٬ بالمقابل٬ أن وقائع محاكمة متهمي اكديم إزيك والجهود الحثيثة التي يبذلها المغرب من أجل حل النزاع المفتعل حول وحدته الترابية ومن أجل تعزيز السلام والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا والساحل٬ جاءت لتؤكد حسن نية بلد يضطلع بدور حيوي وأساسي على الصعيدين الإقليمي والدولي.