يبدو أن الجزائر في ظل تسارع الأحداث وانفراد وكالة الأنباء الموريتانية بنقل تفاصيل الهجوم على عين أميناس أثار الكثير من الشكوك لدى الجزائريين، الذين سارعوا إلى طلب نواكشوط بالاستماع إلى مدير الوكالة الرسمية حول علاقته بالإرهابيين منفذي اعتداء إن أميناس. وحسب الشروق الجزائرية، فقد استدعت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية "هابا"، أمس، المدير التنفيذي للمؤسسة الموريتانية للصحافة والنشر والاتصال والطباعة، التي تشرف على وكالة نواكشوط للأنباء وإذاعة نواكشوط الحرة، لاستجوابه بشأن تغطية تطورات هجوم إرهابيين على مركب لإنتاج الغاز بعين أميناس في الجزائر، حيث كانت تغطيتها الآنية لتطورات الأحداث مؤسسة على تصريحات مباشرة وحصرية من قيادات الجماعات المسلحة المنفذة للعملية، وتحولت إلى مصدر هام لأغلب الجرائد والمواقع الإخبارية وحتى وكالات الأنباء العالمية، مثل وكالة الأنباء الفرنسية و"رويترز"، في ظل شح المعلومات.
وأفاد موقع وكالة أنباء نواقشط، بأن استفسار رئيس السلطة، المدير التنفيذي للمؤسسة، محمد محمود ولد أبو المعالي، ركز على تحول تغطية الإذاعة لأحداث احتجاز عناصر مسلحين لعدد من الرهائن الغربيين في مركب بعين أمناس إلى دعاية للخاطفين وللأعمال التي قاموا بها، وذلك على خلفية انفرادها بنشر بيانات وتسجيلات حصرية باسم قيادي الجماعة الإرهابية المنفذة للهجوم الإرهابي، مثل عبد الرحمن النيجري، الملقب بأبو دجانة، وزعيم جماعة الملثمين، ثم جماعة كتيبة الموقعين بالدم، خالد أبو العباس، الملقب ب"بلعور".
كما سئل مدير المؤسسة الموريتانية للصحافة والنشر والاتصال والطباعة، عن نشر خبر على موقع وكالة أنباء نواقشط يسيء للجزائر، قبل أن يحذف لاحقا، ويقدم اعتذارا للرأي العام، موضحة أن ما حدث كان اختراقا للموقع.
وأمام قوة هذه الاتهامات، حاول مدير المؤسسة، رد ولد ابو المعالي، تفنيد شبهة الترويج والدعاية لمتطرفين دمويين، وقال إن تغطية الإذاعة للأحداث توخت أقصى درجات الدقة والحذر المهني، وكانت تتحرى الجانب الوصفي لما يقع على الميدان بعيدا عن الدعاية، مشيرا إلى أنها رفضت بث تصريحات مباشرة للخاطفين، خشية استغلال البث المباشر للدعاية.
حيث تحدث قائد الخاطفين عن الأوضاع داخل المصنع وعدد الرهائن الذين قتلوا وتفاصيل تتعلق بوضعية بقية الرهائن والخاطفين، مؤكدا أن الإذاعة امتنعت عن بث تصريحات دعائية للخاطفين، وبث تصريحات للرهائن رغم توفر إمكانية ذلك، بل "إن الخاطفين عرضوا على الإذاعة الحديث إلى بعض الرهائن، لكننا رفضنا ذلك احتراما لمشاعر ذويهم ومشاعرهم، وتوخيا منا لأقصى درجات الحذر المهني".
وقال ولد أبو المعالي إن من تابع التغطية يدرك أنها كانت مهنية، وتميزت بتحقيق سبق صحفي كان له صداه الجيد محليا ودوليا، حيث شكلت مصدرا رئيسا لوسائل الإعلام الدولية، مضيفا أن كل الأخبار التي تنشرها المؤسسة نسبها لمصادرها.
وخلص مسؤول مؤسسة النشر إلى القول إن المؤسسة متمسكة بما يكفله لها القانون من حرية النشر وتوفير الخبر للمتصفحين والمستمعين بدقة وموضوعية، تحترم القوانين وتعتمد المهنية كأساس لعملها(..)..
ويذكر أن الوكالة الوحيدة التي كانت عندها علاقة مع الإرهابيين الذين اقتحموا بئر الغاز بان أميناس هي الوكالة الرسمية للإخبار في موريتانية.