اختتم قادة ورؤساء حكومات الدول الاعضاء في منظمة الدول الفرنكفونية الأحد قمتهم الرابعة عشرة في كينشاسا بالدعوة خصوصا الى "اصلاح لا غنى عنه لمجلس الأمن الدولي" بهدف "منح الأفارقة مكانتهم الكاملة" فيه.
كما طلبت القمة التي شهدت مناوشات بين فرنسا والكونغو الديمقراطية بشان وضع حقوق الإنسان، عقوبات بحق مرتكبي العنف في شرق الكونغو الديمقراطية وقررت ان تعقد القمة القادمة في السنغال في 2014.
وجاء في البيان الختامي للقمة "نجدد دعمنا لمواصلة إصلاح الحَوْكمة الدولية المؤيدة لإقامة نظام متعدد الاقطاب متوازن يضمن تمثيلا دائما وعادلا لإفريقيا في صلب اجهزة القرار".
وشدد البيان "ان اصلاح مجلس الامن الدولي الذي لا غنى عنه، يجب أن يمنح البلدان الافريقية مكانتها الكاملة".
وعبارة "المكانة الكاملة" تتيح للمنظمة عدم الافصاح بدقة عن مستوى التمثيل الذي تطلبه لإفريقيا في مجلس الأمن.
ولا تزال هناك خلافات داخل منظمة الفرنكوفونية حول هل تتم المطالبة بمقعد واحد او مقعدين دائمين مع حق النقض، لافريقيا في مجلس الامن. وتعارض كندا بشكل خاص مطالبة منظمة الفرنكوفونية بمقعد دائم لافريقيا في مجلس الامن.
وقدم نصف رؤساء الدول والحكومات العشرين الذين حضروا قمة كينشاسا، من افريقيا.
واجمالا فان منظمة الفرنكفونية تعهدت ب "دعم افريقيا عبر شراكة متجددة". وتعهدت القمة في "اعلان كينشاسا" المكون من 60 نقطة عموما بدعم افريقيا في كافة المجالات.
وتابع البيان الختامي "ان القارة الافريقية تقوم بدور متعاظم في صلب الحوكمة العالمية. وافريقيا هي قطب النمو الجديد وهي تمثل مستقبل الفرنكوفونية بفضل حيوية شبابها ومقدراتها الهائلة".
وبحسب تقديرات المنظمة فان الافارقة سيمثلون في 2015 نحو 85 بالمئة من 715 مليون شخص يستخدمون كليا او جزئيا اللغة الفرنسية في العالم.
وشهدت القمة خلافا علنيا حول حقوق الانسان في الكونغو الديمقراطية بين فرنسا ورئيس الكونغو الديمقراطية جوزف كابيلا الذي استغل المؤتمر الصحافي الختامي للدفاع عن حصيلته بعد خلاف بهذا الشان مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي غادر مساء السبت.
وقال كابيلا "ان جمهورية الكونغو الديمقراطية فخورة بالديمقراطية التي تطبق في هذا البلد. وهي ليست لديها البتة عقد بسبب مستوى الديمقراطية والحرية ووضع حقوق الانسان" مشددا "نحن نمارس الديمقراطية في هذا البلد عن قناعة وليس لانها مفروضة علينا".
وكان هولاند اعتبر ان الوضع في الكونغو الديمقراطية "غير مقبول بالمرة في مستوى الحقوق والديمقراطية والاعتراف بالمعارضة".
وعلقت وزيرة الفرنكوفونية الفرنسية يمينة بن غيغي التي كانت الى جانبه قائلة ان "الكونغو الديمقراطية بلد ضخم ولديه ديمقراطية فتية (..) اذا تمكنا من اضافة القليل بشان وضع حقوق الانسان، فان هذا البلد، الكبير اصلا، سيكون اكثر قوة".
وغادر كابيلا القاعة من دون تحية الوزيرة الفرنسية.
وفي قرار غير ملزم حول الوضع في الكونغو الديمقراطية نددت منظمة الفرنكوفونية الاحد ب "الانتهاكات الكثيرة لحقوق الانسان والحق الانساني في شرق الكونغو الديمقراطية".
وطلبت المنظمة من مجلس الامن "تبني عقوبات محددة ضد جميع المسؤولين عن الفظاعات المرتكبة" مشيرة بالخصوص الى مسؤولية الهوتو الروانديين اعضاء "القوى الديمقراطية لتحرير رواندا".
من جهة اخرى دعت القمة الى "تعزيز عملية التفاوض" في شمال مالي المحتل من مجموعات اسلامية مسلحة مع تاكيد "دعمها" لتدخل دولي تطالب به باماكو..