تتوصلت " كاب 24 تفي " بنسخة بيان صادر عن اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب فرع مراكش , حيث تابعت هاته الأخيرة وبقلق كبير _ حسب البيان _ تطورات قضية ظهور داء السل بمستعجلات المستشفى الجامعي محمد السادس منذ ما يقارب الشهرين، و التي بلغت 8 حالات، منها أطباء وممرضين وطلبة متدربين و عاملة نظافة والحصيلة في تزايد مستمر، و ينذر الدخول الجامعي الجديد و نهاية الإجازة الصيفية بظهور حالات جديدة وسط العاملين والعاملات، ولنا أن نتصور عدد الضحايا الجدد . و تنويرا للرأي العام، داء السل هو مرض معدي ينتقل عبر "عصية كوخ" التي تصيب في معظم الأحيان الرئتين، يفضل التكاثر في الاماكن المغلقة و غير المشمسة والأوساط التي لا تتوفر على وسائل النظافة و قنوات الصرف الصحي، فيا ترى هل كل هذه الظروف تتوفر في مستعجلات المستشفى الجامعي ؟ الاختلالات في مستعجلات مستشفى الرازي بدأت قبل أن يشرع العمل في استقبال الحالات المستعجلة، حيث أن الإدارة تلقت ملاحظات العاملين بخصوص شروط السلامة و ظروف العمل التي لا تستجيب للمعايير الموصى بها والمعمول بها، و على سبيل المثال لا الحصر : وسائل التهوية غير كافية لتنظيف الهواء في قاعة الانتظار و قاعات الفحص .الممرات المتوفرة بالمستعجلات ضيقة و لا توفر التهوية الكافية للمرضى و مرافقيهم وللعاملين .تنظيم العمل بالمستعجلات يساهم في اكتضاض المرضى ومرافقيهم .وغيرها من الاختلالات التي كان بالإمكان تجنبها قبل الشروع في استقبال المرضى .وللعلم ، فإن مستعجلات الرازي تستقبل جميع الحالات المرضية بما فيها الامراض التعفنية والأمراض المعدية والمنقولة عبر الهواء، وبالتالي فانعدام التهوية يعتبر السبب الرئيسي في انتشار العدوى بين المرضى و المرافقين والعاملين .ولنا أن نتساءل كم من شخص توجه الى المستعجلات من أجل جرح بسيط أو ضربة شمس أو ارتفاع في الضغط الدموي، بعد تلقيه العلاجات الضرورية، لا يعلم أنه قد استقبل في قصباته الهوائية و رئتيه مرض السل، ونقله الى أطفاله و بقية أفراد أسرته، خصوصا مع معدل وقت الانتظار الطويل، وانعدام التهوية، والاكتضاض .و لنا أن نتساءل كذلك كم من طبيب و ممرض وعامل أمن و نظافة، هو حامل الان للمرض، و ينتظر ظهور الاعراض في الايام والأسابيع المقبلة، وسينقله لأسرته الصغيرة، وقد وقع هذا، فلننتظر المزيد . و نستغرب في اللجنة المحلية للأطباء الداخليين والمقيمين للتأخر -غير المبرر- في تفاعل إدارة المستشفى الجامعي في التعاطي مع هاته النازلة الخطيرة وهذه الكارثة الانسانية، وعدم إصدارها بيانا توضيحيا لملابسات هذه الظرفية وأسبابها، وتماطلها في اتخاد التدابير اللازمة للكشف الاستباقي (dépistage) للعاملين والعاملات، وعدم توجيهها اعتذارا رسميا للمرضى والعاملين بالمستشفى عن الضرر الذي تسببت فيه ظروف العمل و هندسة المستعجلات التي توفر وسطا ملائما لانتشار الامراض المُعدية . كما ننتقد بشدة تأخر وزارة الصحة في التفاعل مع هذا المشكل، وفي التأخر في تفعيل مسطرة المحاسبة و في فتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب النازلة، و لكشف المسؤولين و الجهات المتورطة في الموضوع. في ضل النقاط السالفة الذكر نعلن للرأي العام ما يلي : . تضامننا المطلق مع زملائنا المصابين بداء السل من أطباء وممرضين وطلبة وعمال نظافة وامن خاص، وغيرهم من الضحايا . تحميلنا مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في مستعجلات مستشفى الرازي للإدارة المركزية للمستشفى الجامعي محمد السادس و إدارة مستشفى الرازي . . دعوتنا للإدارة أن تصدر على وجه السرعة بلاغا توضيحا للرأي العام ، واعتذارا رسميا للمرضى و الأطباء والممرضين والعاملين ضحايا الوباءكما ندعوها للتسريع بمسطرة الكشف الاستبااقي للداء في صفوف باقي العاملين وتحمل تكاليف علاج ومتابعة لمصابين . . ضرورة فتح تحقيق عاجل ومن طرف جهة محايدة في مدى مطابقة بناية المستعجلات و ظروف العمل لدفاتر التحملات. . ندعو الهيئة الوطنية والجهوية للأطباء للتحرك و الخروج بموقف واضح إزاء هذه النازلة . . ندعو جميع المكونات الجمعوية والنقابية التي تمثل الأساتذة والاطباء والطلبة والممرضين والعاملين بالمستشفى الى تنظيم شكل نضالي احتجاجي أمام مستعجلات مستشفى الرازي بداية اسبوع القادم وتشكيل جبهة موحدة لتدبير هذه الظرفية و التنسيق في المحطات النضالية و اللقاءات الصحفية . كاب 24 تفي —