أفادت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، الجمعة، بأن مدريد تدرس القيام بخطوات تجاه الرباط بهدف تخفيف حدة التوتر في العلاقات بين البلدين، منذ استقبال إسبانيا لزعيم "جبهة البوليساريو" إبراهيم غالي، للعلاج في أحد مستشفياتها بعد إصابته بفيروس كورونا. وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادرها، أن إسبانيا "تدرس تخفيف التوتر من خلال إيفاد وزير لها إلى المغرب في الأيام المقبلة، أو من خلال إجراء الملك فيليب السادس اتصالاً مع نظيره المغربي الملك محمد السادس". ووصف مصدر دبلوماسي للصحيفة، الأوضاع الحالية بين البلدين ب"الخطرة"، خصوصاً بعدما امتنع المغرب حتى الآن عن إصدار أي بيان أو موقف رسمي، عقب خروج زعيم الجبهة من إسبانيا، وتوجهه الأربعاء إلى الجزائر، وهو ما زاد من مخاوف مدريد، وفقاً للصحيفة. وأثار استقبال غالي في مدريد للعلاج خلافاً بين إسبانيا والمغرب، ووصل التوتر إلى أعلى المستويات، الشهر الماضي، مع وصول نحو 10 آلاف مهاجر منتصف مايو، إلى مدينة سبتة الخاضعة لسيطرة إسبانيا، ويطالب بها المغرب. "المغرب لا يرد" صحيفة "إل باييس" أشارت إلى أن المغرب "لم يلجأ إلى خطوات تصعيدية، مثل طرد السفير الإسباني من الرباط، أو وقف التنسيق الأمني والاستخباراتي"، ولكنه لم يرد على دعوات إسبانيا بشأن إعادة نحو ألف قاصر و500 مهاجر دخلوا إلى سبتة، أو إعادة 12 ألفاً من العاملات المغربيات اللاتي يعملن بموجب اتفاق بين البلدين لقطف محصول الفراولة في إسبانيا. ولفتت إلى أن إسبانيا "تسعى إلى عودة العلاقات مع المغرب إلى حالاتها الطبيعية في أقرب وقت ممكن، وتعتقد بأن صدور موقف منها، سيساعد المغرب على طيّ صفحة الخلافات بسرعة". وكانت الرباط حذرت مدريد من خروج غالي بالطريقة نفسها التي دخل بها إسبانيا (دخل بشكل سري)، ما دفع الحكومة الإسبانية إلى إبلاغ نظيرتها المغربية بموعد رحليه، قبل أن يستقل الطائرة متوجهاً إلى الجزائر. واعتبر المغرب، الاثنين، أن الأزمة "لن تحل بالاستماع إلى غالي فقط"، مشدداً على أنها "تستوجب من إسبانيا توضيحاً صريحاً لمواقفها وقراراتها واختياراتها"، في حين شددت وزارة الخارجية المغربية على أن القضية تشكّل "اختباراً لمصداقية الشراكة بين البلدين". ورد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على التصريحات المغربية، بقوله إنه "من غير المقبول" أن "يهاجم المغرب حدود إسبانيا" من خلال السماح لمهاجرين بدخول سبتة، بسبب "خلافات على صعيد السياسة الخارجية".