عبر أكثر من 3000 مهاجر مغربي، ثلثهم من قاصرون، إلى مدينة سبتةالمحتلة، منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأثنين، في تدفق غير مسبوق استنفر المسؤولين الإسبان الذين هرعوا إلى تعزيز وجود الشرطة في سبتة. وقال مصدر من حكومة سبتةالمحتلة لصحيفة "ال بايس": إنّ أولئك الذين عبروا المعبر غالبيتهم من الشبان وأمهات يحتضن أطفالهن وعائلات بأكملها، بينما استخدم المهاجرون قوارب مطاطية للالتفاف على حاجز الأمواج الذي يُشكل الحدود، وورد أن مهاجرًا واحدًا على الأقل قد مات أثناء محاولة العبور. وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنَّ التدفق يأتي بشكل غير مسبوق وسط توترات مع المغرب بشأن دخول زعيم جبهة البوليساريو إلى المستشفى في إسبانيا جراء اصابته بفيروس كورونا. وأفاد المصدر ذاته أن سبتة ومليلة المجاورتين للمغرب ظلتا نقطة جذب للمهاجرين الأفارقة الذين يأملون في العبور إلى أوروبا، على الرغم من كونها محمية بشدة ومحصنة بسياج مزدوج. وذكرت "الغارديان" أن العبور الجماعي إلى سبتة يأتي وسط توترات متصاعدة بين مدريدوالرباط بشأن قرار إسبانيا السماح بعلاج زعيم البوليساريو في إسبانيا، ويُعتبر هذا ثاني تدفق للمهاجرين في الأسابيع الأخيرة. وفي نهاية أبريل سبح أكثر من 100 شاب مغربي إلى سبتةالمحتلة، وأعيد معظمهم إلى المغرب في غضون 48 ساعة بموجب شروط الاتفاق الأخير بين البلدين، وكان الاستثناء الوحيد هو القصر غير المصحوبين بذويهم، الذين يُسمح لهم بالبقاء بشكل قانوني في إسبانيا تحت إشراف الحكومة. ونقلت "الغارديان" أن الحكومة الإسبانية قالت، الإثنين، في بلاغ، إنه سيتم تعزيز الأمن في سبتة بحضور 50 عنصرًا إضافيًا من الحرس المدني و 150 من أفراد الشرطة الوطنية. وأشارت الصحيفة أن العبور الجماعي يأتي في وقت توترت فيه العلاقات بين المغرب وإسبانيا بسبب قرار مدريد السماح بإدخال إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، إلى المستشفى في شمال إسبانيا بعد إصابته بكورونا. وقال مسؤولون إسبان إن زعيم الجبهة نُقل إلى إسبانيا "لأسباب إنسانية بحتة". وأثار وصول غالي إلى إسبانيا احتجاجًا صاخبًا من الرباط، حيث وصفت وزارة الخارجية المغربية تحرك إسبانيا بأنه "يتعارض مع روح الشراكة وحسن الجوار" وحذرت من أنه سيكون له "عواقب". وربط محمد بن عيسى، رئيس المرصد الشمالي لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير ربحية تعمل مع المهاجرين في شمال المغرب، عبور المهاجرين بالخلاف الدبلوماسي، وقال بن عيسى لوكالة أسوشيتيد برس إن "المعلومات التي لدينا هي أن السلطات المغربية قللت من الانزال الأمني الثقيل عادة في الساحل، وهو ما جاء بعد بيان وزارة الخارجية المغربية بشأن استضافة إسبانيا لإبراهيم غالي". ووفقًا للغارديان، أنه عندما سُئلت وزيرة الخارجية الإسبانية، قالت إنها لا تعلم ما إذا كان المغرب قد خفف من سيطرته على الهجرة غير الشرعية، وقالت أرانشا غونزاليس لايا للصحفيين: "لسنا على علم" دون تقديم مزيد من التفاصيل.