تعيش سبتة أزمة غير مسبوقة، جراء دخول الآلاف من المهاجرين إلى المدينةالمحتلة في تدفق جماعي، حيث ذكرت تقارير إسبانية، أن عدد الواصلين إليها منذ أمس الأحد إلى غاية مساء اليوم الإثنين، اقترب من 3 آلاف شخص، بينهم الأطفال والنساء والشباب والرجال. واستنادا للمصادر ذاتها، فإن التدفقات المتواصلة على سبتةالمحتلة لا تقابل بأي اعتراض من القوات الأمنية المغربية إلى حد الساعة، ما يشير إلى وجود أزمة بين المغرب وإسبانيا.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن حرس الحدود الإسبان لم يقدروا على وقف هذه العملية بعدما تفاجؤوا بتدفق أزيد من 3000 شخص من معبري "تراخال" و"بينزو" وعبر الشاطئين الشمالي والجنوبي لسبتةالمحتلة.
ووعلاقة بتلك التطورات، قالت وزارة الداخلية الإسبانية، في بيان لها، إنها تقوم بالأعمال اللازمة للتعامل مع هذا الوضع منذ بداية الأحداث غير المسبوقة، مضيفة لقد عملت الحكومة الإسبانية بلا كلل على سياسة هجرة، تهم الاتحاد الأوروبي ككل والمغرب، البلد الأصلي للأشخاص الذين وصلوا اليوم إلى المدينة الإسبانية سبتة، وإنشاء إطار للمسؤولية المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لمواجهة التحدي المتمثل في إدارة تدفقات الهجرة".
ونقلت مصادر إسبانية، أن وزير الداخلية فرناندو جراند مارلاسكا ترأس ظهر اليوم اجتماعا تنسيقيا طارئا للتعامل مع الوضع في سبتة، وكان من بين الحاضرين، وزير الدولة للأمن، رافائيل بيريز، ووكيلة وزارة الداخلية إيزابيل غويكوتشيا ، والمدير العام للشرطة، فرانسيسكو باردو، والمديرة العامة للحرس المدني، ماريا جاميز، والمديرة العامة للعلاقات الدولية والهجرة بالوزارة، إيلينا غارزون.
واعتبرت المصادر ذاتها، أنه "في هذا الاجتماع تم الاتفاق على تعزيز فوري لقوات الحرس المدني والشرطة الوطنية في المنطقة، وعلى وجه التحديد، سيتم تعزيز الأماكن التي من المرجح أن تشكل ممرا نحو سبتة، بحوالي خمسين فردًا من الحرس المدني، ومن جانبها، سترفع الشرطة الوطنية الإسبانية من "عدد أفرادها في سبتة بأكثر من 150 عنصرا، بما يشمل أفراد وحدات التدخل الشرطي وموظفي القسم العلمي والهجرة والحدود لتسريع إجراءات العودة تطبيقا لاتفاق 1992 مع المغرب".
ولم تتأخر إسبانيا في الرد على دخول نحو 2700 مهاجر إلى سبتةالمحتلة، صبيحة اليوم الاثنين، حيث قالت وزيرة خارجية مدريد، أرانشا غونزاليس لايا، إن الحكومة ليس لديها دليل على أن المغرب رفع يده للسماح بمغادرة المهاجرين إلى إسبانيا كوسيلة للضغط على السلطة التنفيذية في الأزمة الدبلوماسية الحالية المفتوحة.
وقالت وزيرة خارجية إسبانيا، في ندوة صحفية، إن بلادها لا تعرف ما الذي جرى لأن التواصل غائب بين البلدين.
واكتفت أرانشا غونزاليس لايا، بهذا التعليق في وقت اتهم الاعلام المغرب بابتزاز إسبانيا وبأنه ترك هؤلاء يدخلون تعبيرا عن رد فعل إزاء الأزمة الدبلوماسية التي خلقها استقبال إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو".