أظهر تحقيق مفجع لشبكة سي إن إن مدى خطورة الوضع في اليمن، حيث وجد أنه مضى أكثر من شهرين منذ أن سمح الحصار السعودي المدعوم من الولاياتالمتحدة للناقلات المليئة بالوقود اللازم للغذاء والإمدادات بالوصول إلى اليمنيين الجائعين بالرسو في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون. شاهد فريق شبكة سي إن إن محاولات الأطباء والممرضات الفاشلة في انقاذ الطفل حسن علي البالغ من العمر 10 أشهر، الذي وصل الى المستشفى وهو لا يكتسب أي وزن ويكافح من أجل التنفس. ويمكن القول ان الطفل حسن كان محظوظا بوصوله الىالمجاعة، صرا المستشفى، فهم لا يعانون من الجوع فقط من الطعام ولكن أيضًا من الوقود اللازم للوصول إلى المستشفى. وصرح الدكتور عثمان صلاح: "أنه مجرد حالة واحدة من حالات عديدة". فالجناح مليء بالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، بما في ذلك الأطفال الذين تبلغ أعمارهم أسابيع فقط. يستقبل جناح الأطفال في هذا المستشفى عددًا من المرضى يفوق ضعف طاقته الاستيعابية شهريا، قال صلاح إن حوالي 12 طفلاً يموتون هناك كل شه، مضيفا انه هو وموظفوه لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من نصف عام. للتقصي عن الموضوع التقى فريق سي إن إن بمحمد علي الحوثي، في اليمن، وهو أحد كبار قادة الحوثيين، و قد قال إن جماعته مستعدة للمفاوض لكنها تريد أن ترى المزيد من الإجراءات من قبل الولاياتالمتحدة أولاً قبل أن تثق في بايدن. ولم تلبث المنظمات الحقوقية كهيومان رايتس واتش والأمم المتحدة التحذير من أن سوء التغذية و انتشار المجاعة في اليمن قد يبلغ مستويات قياسية الأمر الذي سيجعل البلد على "شفير المجاعة" مجددا، في وقت يهدد فيه تفشي وباء كوفيد-19 ونقص المساعدات بالتسبب بتفاقم الوضع الإنساني الكارثي خصوصا في ظل حرب مدمرة. ما دخل الأطفال في الحرب؟ وما ذنبهم غير انهم يتواجدون في بلاد بها حصار؟ وهل صرنا نعيش في الغابة حيث يأكل القوي الفقير بغض النظر عن من الجاني ومن البريء؟.