سلط تقرير أعدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الإثنين، الضوء على المأساة الإنسانية التي تسببت فيها الحرب اليمنية التي عادت إلى واجهة الاهتمام من جديد بسبب حادث مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي. ولفت التقرير المفصل الأنظار إلى الأطفال الصغار الذين راحوا ضحية المجاعة، والحرب التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثي) باليمن. كما أرفقت الصحيفة بتقريرها المذكور، صورا لأسر مكلومة راح أطفالها ضحية للحرب، وأخرى لأحياء سكنية بقت بأكملها خاوية على عروشها بسبب الدمار الناجم عن الصراع في ذلك البلد. وذكر التقرير أن الحرب الداخلية في اليمن بعد مقتل خاشقجي في أكتوبرالماضي، في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، "باتت عنصراً جاذباً للانتباه". علامات الفقر بادية في كافة الأنحاء إذ نرى أن أساتذة الجامعات يوجهون على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل كلها يأس، والأطباء والمعلمون يبيعون أمتعتهم وأراضيهم، وسياراتهم من أجل شراء الخبز لأطفالهم وتابع: "أكبر انتقاد لتلك الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية، هي الغارات التي تستهدف الأعراس، والجنائز، وحافلات المدارس، وهي غارات تدعمها الولاياتالمتحدة بالأسلحة والاستخبارات". وشدد التقرير على أن السبب الرئيس للمجاعة في المنطقة، ليس انعدام الغذاء، وإنما الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، مضيفاً: "أرفف المحال التجارية مملوءة بالبضائع، لكن لا توجد لدى الناس إمكانية لشرائها بسبب غلاء الأسعار". وأفاد أن التحالف الذي يديره، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وحلفاء اليمن، "اتخذوا تدابير اقتصادية رادعة ضد الحوثيين الذين يسيطرون على شمالي البلاد". كما أشار التقرير إلى أن أموراً مثل الحصار الذي يفرض على فترات منتظمة، وتدابير الاستيراد المشددة، وقطع رواتب ما يقرب من مليون موظف باليمن، كانت سبباً في زيادة الأعباء على كاهل المواطنين "وهذا سيدفع الملايين لبئر الفقر". وأضاف: "خلال الأيام الأخيرة وصل هذا الفقر لأبعاد مثيرة للقلق، كما أن الجوع باليمن تفاقم بشكل كبير، فعلامات الفقر بادية في كافة الأنحاء إذ نرى أن أساتذة الجامعات يوجهون على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل كلها يأس، والأطباء والمعلمون يبيعون أمتعتهم وأراضيهم، وسياراتهم من أجل شراء الخبز لأطفالهم". التقرير أشار كذلك إلى المخاطر التي لحقت بأحد الطرق المهمة لإدخال البضائع القادمة من الخارج إلى شمالي اليمن، جرّاء العملية التي انطلقت في يونيو/حزيران الماضي من أجل السيطرة على مدينة الحديدة. وأوضح أن 570 ألف شخص اضطروا للنزوح في تلك المنطقة، وأن هناك الكثير من المدنيين وصلوا لحد المجاعة. التقرير المذكور أشار كذلك إلى أن تلك الحرب المستمرة باليمن منذ العام 2015، جعلت البلاد على أعتاب أزمة إنسانية، مشيراً لتحذير أممي سابق قال إن 400 ألف طفل باتوا يعانون خطر المجاعة. وذكر التقرير أنه وفق معطيات منظّمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن 2.2 مليون شخص باليمن يعانون سوء التغذية الحاد، وأن 400 ألف منهم يواجهون خطر الموت إذا لم تقدم لهم المساعدات العاجلة. ويشهد اليمن منذ مارس 2015 حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي جماعة "الحوثي" من جهة أخرى. وخلفت الحرب أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأممالمتحدة. وفي منتصف أكتوبر الماضي، حذّرت الأممالمتحدة، من أن اليمن بات على مشارف "أكبر مجاعة في العالم". مشيرة أن 18 مليون شخص لا يعرفون من أين سيؤمنون وجبتهم التالية. جاء ذلك على لسان هيرفيه فير هوزل، المتحدّث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الأممية. وقال فير هوزل إن "اليمن بات على مشارف أكبر مجاعة في العالم". موضحا أن 18 مليون يمني لا يعرفون من أين سيؤمنون وجبتهم التالية. وشدد على أنه في حال استمر الوضع في اليمن على ما هو عليه الآن، وفي ظل عدم التمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إليها، فإن 3.5 مليون يمني سيعانون من انعدام أمن غذائي شديد. (الأناضول)