توالت الخرجات الاحتجاجية لساكنة أحياء"غياطة وحمو والزركان"، مطالبة عمالة جرسيف بالعدل و الانصاف والمحاسبة بسبب فضيحة "فساد" من العيار الثقيل، إنها العائلات المقصية من الاستفادة من البقع الأرضية المخصصة لإعادة الايواء، الأراضي التي وفرتها الدولة "للفقراء" لتمكينهم من الاستقرار في إطار محاربة دور الصفيح والسكن غير اللائق. ففي الوقت الذي أعلنت مجموعة من المدن المغربية انتصارها على السكن الصفيحي والعشوائي وتعويض قاطنيه، فقد كان هناك من حول مدينة جرسيف "السايبة" إلى محج للمغاربة من مختلف الجهات،وبزعامة الفساد الاداري والسياسي استقر في جنباتها الناس بطرق عشوائية، الهجرة القروية والحضرية من أجل بناء او شراء عقار غير لائق او إقتناء الملك العمومي،سواء بسبب الغرق في مستنقع الجهل والفقر والهشاشة، او من أجل الاستفادة من قطع أرضية سكنية لهدف السكن او الاتجار، حتى أصبح البؤس منبعا لإغتناء البعض على حساب مصلحة الوطن واستقرار المواطنين. فلا عجب ان تجد المقربين من السلطة والأعوان والمنتخبين وأصحاب المال من الغرباء أول المستفيدين، فالكثير منهم اغتنو على مآسي الفقراء والمستضعفين، وعمقو جرح عدم الثقة بين المواطن و الإدارة والمسؤولين،اللجان المكلفة بإحصاء الساكنة وتوزيع البقع السكنية تلاعبت في لوائح المستفيدين، وتعمدت إقصاء الفقراء والبؤساء من الساكنة الشرعية لأحياء "غياطة وحمو والزركان" العشوائية، وكذلك كان الوضع فيما يخص "دوار الليل" المسمى حاليا بحي "الحرية"، وللأسف سيكون القادم أسوء مع جاره الضخم حي "حمرية"، عائلات متكونة من شباب وشياب و أرامل ومطلقات وأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة في وضعية هشاشة، ذنبهم الفقر والجهل والخوف الذي فرضته الدولة عليهم، ورمت بهم إلى أحضان الفساد الظالم الضاري، المتحكم بقوة الرشوة والزبونية والمحسوبية والتسابق نحو مراكمة الثروة باستعمال اي وسيلة مهما كانت قذرة،فقد نهبت اللجان المحلية حقوق الناس "بشراهة و نهم" واستغلو سلطتهم لإلتهام عقارات البشر وشردوهم واغتنو على حساب معاناتهم،و سلمو "البقع السكنية" لغير أهلها بعدما فتحت السلطة والأعوان باب السمسرة فيها.. ظلمو الآلاف من الناس ونهبو مئات العقارات، واغتنو على حساب ضعفهم وجهلهم،وشكل الافساد شبكات إدارية في مواجهتهم، استحوذو على البقع الأرضية المخصصة لإعادة ايواء الطبقة الكادحة الشعبية، التي عانت الويلات لسنين وأعوام جراء العطش والجوع والمرض وخطر التقلبات المناخية، والاستغلال من طرف الوحوش السياسية، فقد طرقت الساكنة المتضررة كل الأبواب المتاحة لها بشتى الوسائل، من مراسلات ووقفات احتجاجية وتصريحات إعلامية، وتستمر في مناشدة "ملك البلاد" ولازالت تستغيث به ضد جبروت "فساد" بالغ الخطر، وجسيم الضرر و معلوم المصدر، ولم يعاقب بسببه سوى "القلم" الحر حين استهدف هذا الخبر…