دفعت الانزالات التي عرفتها اللوائح الانتخابية في مدينة السعيدية بالمئات من المواطنين إلى جمع توقيعات بغرض تقديم عريضة لوزارة الداخلية، وذلك احتجاجا على صمت السلطات المحلية، وغضها الطرف عن بعض الجهات التي تحاول الهيمنة على الانتخابات، وهو ما يشكل خطرا على العملية الانتخابية لسنة 2021 بالسعيدية. وفي هذا السياق، قالت مصادر ل"كاب 24″، فضلت عدم الكشف عن إسمها، إن منطقة أولاد منصور في مدينة السعيدية، عرفت إنزالا وصف ب"الكبير"، إذ تم إستقدام أشخاص غير قاطنين بالمدينة من قبل بعض الأحزاب السياسية وتسجيلهم بالدائرة الانتخابية المذكورة، دون تسجيل أي تدخل من قبل السلطات المحلية. وأفادت المصادر ذاتها، أن العريضة التي يتم توقيعها سيتم توجيهها لوزارة الداخلية، لافتة إلى كل ما دفع المواطنين الى اتخاذ هذه الخطوة هو غيرتهم على المدينة، خاصة وأنهم يرون في هذه التسجيلات كونها تشكل خطرا على العملية الانتخابية، ومن شأنها أن تنعكس سلبا على إرادة الناخبين في اختيار من سيمثلهم داخل المجلس الجماعي لمدينة السعيدية. وأوضح المشرفون على العريضة، أن هذه الخطوة تأتي بناء على الفصل 136 من دستور 2011، والذي ينص على أن التنظيم الجهوي والترابي يرتكز على مبادئ التدبير الحر وعلى التعاون والتضامن، ويؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة. هذا، ولم يكشف المواطنون عن الوقت الذي سيوجهون فيه العريضة لوزارة الداخلية، مؤكدين على أنهم بصدد جمع أكبر عدد من التوقيعات. ومن جهته، دخل حزب الاصالة والمعاصرة بالسعيدية على خط ما وصفه ب"الخروقات والتجاوزات"، إذ وجه شكاية إلى عامل إقليمبركان، ضد ما إعتبره "خروقات عملية التسجيل في اللوائح الإنتخابية بجماعة السعيدية". وقالت الأمانة الإقليمية للحزب في الشكاية التي يتوفر موقع "كاب 24" على نسخة منها، إن "عملية التسجيل بجماعة السعيدية عرفت خروقات بالجملة واختلالات خطيرة لما ستكون لها من انعكاسات سلبية ومن أثار جانبية ستؤثر على الجو العام للانتخابات بالجماعة وعلى السلم العام للساكنة". وأشار الحزب بأصابع الإتهام بخصوص هذه "الممارسات الفظيعة والأفعال اللاقانونية المشينة" الى باشا السعيدية و أحد رجال السلطة "خليفة"، مشيرا الى أنهما "يتحيزان للرئيس والحزب المنتمي إليه، بل أكثر من ذلك يقومون بالتشطيب على المواطنين المسجلين والمقيدين باللوائح الانتخابية التي يتواجد بها مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة". ودعا الحزب عامل الإقليم للتفاعل مع شكايته "لإرجاع الأمور لنصابها وإرغام المسؤولين الذين تواطئوا مع رئيس جماعة السعيدية والتلاعب في اللوائح الانتخابية إلى تطبيق القانون وتنقية اللوائح الانتخابية من الشوائب التي طالتها". وفق تعبيره. وكما يطالب المواطنون بإيفاد لجنة للتقصي والتحقيق في الاختلالات والخروقات التي شابت عملية التسجيل في اللوائح الانتخابية، أمام صمت السلطات المحلية وإنحيازها لرئيس المجلس الجماعي.