أصبح فريق مؤلف من زوجين ألمانيين في مقدمة سباق طرح لقاح مضاد لفيروس كورونا، وهو ما سيكون بالطبع إنجازاً غير عادي. فمن هما؟ من أصول متواضعة باعتباره ابن مهاجر تركي يعمل في مصنع فورد في كولونيا، أصبح الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك، أوغور شاهين (55 عاما) من بين أغنى 100 ألماني، إلى جانب زوجته وزميلته عضو مجلس الإدارة أوزليم توريتشي (53 عاما) وفقا لما نقلت رويترز عن أسبوعية "فيلت أم سانتاغ" (Welt am Sonntag). سعى شاهين بإصرار لتحقيق حلم طفولته في دراسة الطب ليصبح طبيبا، وعمل في المستشفيات التعليمية في كولونيا، ومدينة هومبورغ الجنوبية الغربية، حيث التقى بتوريتشي خلال مسيرته الأكاديمية المبكرة، وأصبح البحث الطبي وعلم الأورام شغفا مشتركا لهما. وقالت توريتشي، وهي ابنة طبيب تركي هاجر إلى ألمانيا، في مقابلة إعلامية إنه حتى في يوم زفافهما، خصص كلاهما وقتا للعمل في المختبر. في 2001 أسسا شركة "غانيمد فارماكيوتيكالز" (Ganymed Pharmaceuticals) لتطوير أجسام مضادة لمكافحة السرطان؛ لكن شاهين -الذي كان حينها أستاذا في جامعة ماينز- لم يتخل أبدا عن البحث الأكاديمي والتعليم. تم بيع هذا المشروع لشركة "أستيلاس" (Astellas) اليابانية في 2016 مقابل 1.4 مليار دولار. بحلول ذلك الوقت، كان الفريق الذي يقف وراء غانيمد منشغلا بالفعل ببناء بيونتك، التي تأسست في 2008، لمتابعة مجموعة أوسع بكثير من أدوات العلاج المناعي للسرطان. وأخذت قصة بيونتك منعطفا عندما صادف شاهين في يناير ورقة علمية عن تفشي فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية. ثم قامت شركة بيونتك بسرعة بتعيين حوالي 500 موظف للعمل على عدة مركبات محتملة، وفازت بعملاق الأدوية "فايزر" وشركة الأدوية الصينية "فوسن" (Fosun) كشريكين في مارس. وقال ماتياس ثيوبالد، أستاذ علم الأورام بجامعة ماينز، والذي عمل مع شاهين لمدة 20 عاما، إن ميله نحو التقليل من شأنه يتناقض مع طموح لا هوادة فيه لتحويل الطب، يتجلى في قفزة الإيمان إلى لقاح كوفيد-19. وأضاف "إنه شخص متواضع للغاية. المظاهر تعني القليل بالنسبة له؛ لكنه يريد إنشاء الهياكل التي تسمح له بتحقيق رؤاه، وهذا هو المكان الذي تكون فيه التطلعات بعيدة كل البعد عن التواضع".