مع توالي البيانات عن تطوير شركتين ألمانية وأمريكية لقاحا فاعلا ضد فيروس كورونا، برز اسم مدير بيونتك أوغور شاهين وزوجته أوزليم توريتشي، حيث عملا معا، من أجل إنقاذ البشرية من "كورونا" في قصة ملهمة جديدة في مجال العلم، وفقا لصحيفة "بيلد" الألمانية. وأصبح الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك، أوغور شاهين (55 عاما)، وهو ابن مهاجر تركي يعمل في مصنع فورد في كولونيا، من بين أغنى 100 ألماني، إلى جانب زوجته وزميلته عضو مجلس الإدارة أوزليم توريتشي (53 عاما)، وفقا لما نقلت رويترز عن أسبوعية "فيلت أم سانتاغ"، مضيفة أن القيمة السوقية لشركة بيونتك المدرجة في بورصة ناسداك، قد ارتفعت إلى 21 مليار دولار اعتبارا من إغلاق يوم الجمعة من 4.6 مليارات دولار قبل عام، مع استعداد الشركة لتأدية دور رئيسي في التحصين الشامل ضد فيروس كورونا. ومن جهته قال ماتياس كروماير، عضو مجلس إدارة شركة رأس المال الاستثماري الداعمة لشركة بيونتك، "ميغ آغ"، عن شاهين: "على الرغم من إنجازاته، لم يتغير أبدا من كونه متواضعا وأنيقا بشكل لا يصدق"، حيث أنه يسير في اجتماعات العمل، وهو يرتدي الجينز، ويحمل معه خوذة الدراجة المميزة وحقيبة الظهر. ودرس شاهين الطب ليصبح طبيبا، وعمل في المستشفيات التعليمية في كولونيا، ومدينة هومبورغ الجنوبية الغربية، حيث التقى بتوريتشي خلال مسيرته الأكاديمية المبكرة، وأصبح البحث الطبي وعلم الأورام شغفا مشتركا لهما، وقالت توريتشي، وهي ابنة طبيب تركي هاجر إلى ألمانيا، في مقابلة إعلامية إنه حتى في يوم زفافهما، خصص كلاهما وقتا للعمل في المختبر. في 2001 أسسا شركة "غانيمد فارماكيوتيكالز" لتطوير أجسام مضادة لمكافحة السرطان، بينما استمر شاهين بالعمل في مجال البحث الأكاديمي والتعليم، وتم بيع المشروع لشركة "أستيلاس" (Astellas) اليابانية في 2016 مقابل 1.4 مليار دولار. بحلول ذلك الوقت، كان الفريق الذي يقف وراء غانيمد منشغلا بالفعل ببناء بيونتك، التي تأسست في 2008، لمتابعة مجموعة أوسع بكثير من أدوات العلاج المناعي للسرطان. وأخذت قصة بيونتك منعطفا عندما صادف شاهين في يناير ورقة علمية عن تفشي فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية. ثم قامت شركة بيونتك بسرعة بتعيين حوالي 500 موظف للعمل على عدة مركبات محتملة، وفازت بعملاق الأدوية "فايزر" وشركة الأدوية الصينية "فوسن" (Fosun) كشريكين في مارس. وقال ماتياس ثيوبالد، أستاذ علم الأورام بجامعة ماينز، والذي عمل مع شاهين لمدة 20 عاما، إن ميله نحو التقليل من شأنه يتناقض مع طموح لا هوادة فيه لتحويل الطب، يتجلى في قفزة الإيمان إلى لقاح كوفيد-19. وأضاف: "إنه شخص متواضع للغاية. المظاهر تعني القليل بالنسبة له؛ لكنه يريد إنشاء الهياكل التي تسمح له بتحقيق رؤاه، وهذا هو المكان الذي تكون فيه التطلعات بعيدة كل البعد عن التواضع".