في موضوع مسلسل السرقات المتواصلة منذ 2016 انتقلت قناة كاب24 تيفي بإقليمخنيفرة إلى مريرت وتيغزى، ومولاي بوعزة وأيت اِسحاق، لتنجز هذا التقرير عن أكبر عملية كشفت عن خيوط سرقات بالجملة للمواشي عانت منها المنطقة منذ 2016، التحريات الأولى أسفرت عن حجز مواشي وأدوات السرقة وهواتف ونقود. فمنذ سنتين وأنظار الكسابين والفلاحين متجهة إلى أجهزة الدرك الملكي لفك عدد من ألغاز السرقات في مختلف الجماعات القروية المحيطة بفلك إقليمخنيفرة، حيث تنوعت السرقات وتفننت عصاباتها في إيذاء الناس، فقد تطورت السرقات في السنة المنصرمة من الاكتفاء بسلب رؤوس الماشية إلى سرقة كل أموال الضحايا وأساورهم وأثاثهم. غير أن ما حيّر الساكنة ومعهم المتتبعون هو عدم فك أي لغز من ألغاز مسلسل السرقات منذ بدايتها، ما جعل العديد من الضحايا بالعشرات يحتجون في وقفات أمام عمالة إقليمخنيفرة. وقفات يعمد من خلالها عامل الإقليم إلى تصريف الأزمة عبر توجيه أوامر بإجراء حوارات بين السكان وقيادات الجماعات المعنية بحضور رؤساء الدوائر وقادة القيادات وقائد سرية درك خنيفرة وكذلك قادة مراكز الدرك عبر الإقليم. من بين ما أسفرت عنه هذه الحوارات: إجراءات عملية منها تكثيف الدوريات بالمراكز القروية، تمكين الكسابين من رقم هواتف قادة المراكز بقصد الإخبار بالمشتبه فيهم مهما كانت درجة قرابتهم أو مكانتهم. ورغم تشديد الإجراءات والاستنفار فقد استهدفت عصابة لصوصية خلال يوم قبل نهاية سنة 2019 أسرة فلاح بمنطقة واومنة، مصادر أمنية أكدت ل "كاب24 تيفي" أن عناصر سرية درك أيت اِسحاق تدخلت، فتم العثور على هاتف نقال فقده أحد اللصوص أثناء عملية الفرار الشيء الذي كان بمثابة خيط الكشف عن الجناة. قائد سرية ايت اِسحاق ونائبه عملا على فحص المكالمات الصادرة والواردة التي جرت خلال فترة السرقة فتبين إجراء اتصالات مع شخص تم تحديد مكانه بأگلموس، ما جعل قائد السرية بتنسيق مع قائد سرية خنيفرة يبعثان بدورية مشتركة إلى أگلموس. واتجهت الدورية بتنسيق مع قائد سرية أگلموس إلى منطقة أيت بومزوغ حيث حدد موقع المكالمات، وهناك تم العثور على ما يزيد عن 100 رأس من الماشية، كما تم حجز أدوات تقليدية تستعمل في السرقات، ومجموعة من الهواتف النقالة ونقود. فيما ظل المشتبه فيهم في عداد المبحوث عنهم وهم ثلاثة أشخاص رئيسيين، فضل المصدر عدم ذكر أسمائهم حرصا على سير الأبحاث والتحريات. بتواز مع ذلك أفاد مصدر مقرب من الدرك بمولاي بوعزة ان الاستنفار الأمني للدرك لمختلف المراكز أسفر عن العثور على اسطبل بمنطقة أيت بوخيو حوالي 30 كلم من أگلموس يحوي ما يزيد عن 160 رأسا من الماشية يغلب عليها قطيع الماعز. ونشير إلى أننا وقفنا على تطوع محسنين من ساكنة أگلموس إلى تزويد الماشية المحجوزة ببعض الكلأ خصوصا وأن عددا هاما من النعاج ولدت بالمحجز، فيما أفاد رئيس الجماعة الترابية لأگلموس أن الجماعة بصدد الاستعداد لتوفير الكلأ والأعلاف في حالة بقاء القطعان مدة أطول. هذه التطورات دفعت بالتنسيق مع الجماعات القروية المعنية إلى اتخاذ تدابير لحماية الماشية المحجوزة وإخبار الضحايا بتفقدها بقصد تسهيل إجراءات تسليم الماشية لأصحابها وفق محاضر تعتمد ضوابط الترقيم والقوانين الجاري بها العمل، حيث قدم الضحايا البسطاء من مختلف المناطق بإقليمخنيفرة، ومن حدود الإقليم مع أقاليم كل من إفران، بني ملال، خريبگة والحاجب.. في مشاهد مثيرة ومؤثرة لتفقد الماشية المحجوزة، فمنهم من وجد ضالته ومنهم من ينتظر.