يعيش فلاحون ومربو أغنام وأبقار بإقليمخنيفرة، منذ أشهر ، على وقع القلق جراء تنامي تحركات لصوص المواشي / «الفراقشية»، وهو الأمر الذي رفع من وتيرة احتجاجات وشكايات الكسابين و خلق استنفارا بين مصالح الدرك الملكي بعدة مناطق، أسفر عن توقيف بعض المتورطين فيما لايزال آخرون يواصلون هجماتهم اللصوصية تحت جنح ظلام الليل . وحسب مصادرنا من مولاي بوعزة فقد تمكن أفراد الدرك الملكي ، بعد تحركات مكثفة من الترصد والتحري، من فك لغز سرقة نحو 50 رأسا من الغنم، بناء على شكاية تقدم بها أحد الضحايا ب «ألما»، يشكو فيها تعرض مواشيه للسرقة، بتاريخ 12 شتنبر المنصرم، وعلى ضوئها انتقلت عناصر من الدرك لمسرح الواقعة قصد المعاينة والتحقيق، لتتم مباشرة مجريات البحث منذ ذلك الحين، قبل ملامسة رأس الخيط المتمثل في مشتبه به ينحدر من منطقة «أيت بوخيو»، متزوج وله أبناء، حيث جرى تعقب خطواته ومكالماته الهاتفية، قبل قيام الدرك باصطحاب الضحية نحو حظيرة للمشتبه به، والتي تعرف فيها الضحية على رؤوس ماشيته بين 150 رأسا أخرى مسروقة، ووقتها اختفى المعني بالأمر عن الأنظار، وهو من ذوي السوابق في سرقة الماشية، حيث تم إصدار مذكرة بحث وطنية بشأنه، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وظل البحث جاريا عنه وعن باقي شركائه. بعد ذلك اتجهت أنظار المتتبعين صوب دوار بن خليل، إقليمخنيفرة ، عقب تعرض كساب لعملية سرقة استهدفت حوالي 40 رأسا من مواشيه من طرف مجهولين لم يخلفوا وراءهم غير باب الحظيرة مفتوحا، ولاذوا بالفرا ، ما جعل مسؤولي الدرك بالمنطقة يرفعون درجة التحري واليقظة. منطقة «الصابرا»، بجماعة البرج، كانت من جهتها، يوم الاثنين 16 شتنبر 2019، مسرحا لعملية السطو على 3 بقرات من اسطبل فلاح بسيط يقطن على مشارف وادي تگظ، وشحنها على سيارة تركت آثار عجلاتها بوحل المسلك. في السياق ذاته، تعالت استغاثة فلاح من منطقة واومانة، تعرضت مواشيه هو الآخر للسرقة، وأثناء قيام عناصر درك آيت إسحاق بالتحقيق بمسرح الجريمة، تم العثور على هاتف نقال ضاع من أحد اللصوص لحظة فراره، ما كان بمثابة الصيد الثمين الذي ساهم في تسهيل مهمة الكشف عن هوية الفاعلين، إذ أسرعت عناصر سرية الدرك إلى فحص ذاكرة الهاتف على مستوى المكالمات الصادرة والواردة على صاحبه، أثناء الساعات الأخيرة، ليقف المحققون على اتصالات متكررة ومشبوهة مع طرف تم تحديد موقعه بمنطقة أجلموس التي تم الانتقال إليها بدورية خاصة.ومن خلال رصد مصدر المكالمات المسجلة على الهاتف ، تم الاعلان، في الرابع من يناير 2020، عن العثور، بمنطقة آيت بومزوغ، على قطيع يفوق 100 رأس من الأغنام المسروقة، تم حجزها مع هواتف نقالة ومبالغ مالية وأدوات تستعمل في أعمال السرقة، فيما لم يتم التمكن من إيقاف المشتبه بهم حينها، بعد أن تم تحديد هويتهم ،وذلك في الوقت الذي تحدث سكان بالمنطقة عن عملية سطو استهدفت 26 رأسا بأحد اسطبلات منطقة آيت معي، وبعدها تم الإعلان عن تجميع قطعان من الماشية المحجوزة بالمحجز الذي احتشد ببابه عدد من الضحايا، بحضور عناصر من درك البلدة، لأجل تفعيل إجراءات تسليم المسروقات لأصحابها. ووفق المعطيات المتوفرة، تمكنت عناصر الدرك من الوصول لمالك سيارة تربطه علاقة خاصة بصاحب الهاتف النقال، والذي ينحدر من ضواحي واد إفران، وتم الوقوف على استعمال هذا الشخص لسيارته في نقل المسروقات صوب إسطبل ضواحي أجلموس، وفي تنسيق بين درك خنيفرة وأيت إسحاق وأجلموس، جرت التحريات بإحكام شديد بعد وضع صاحب السيارة رهن الحراسة النظرية، وخلالها تم اكتشاف ما يفوق المائة رأس من المواشي بإسطبل غير بعيد عن المنطقة، لتتسع دائرة التنسيق مع مراكز أخرى للدرك، سيما بالأطلس المتوسط، بقصد إخطار ضحايا السرقة للانتقال نحو منطقة أجلموس للاطلاع على ما إذا كانت قطعانهم بين الرؤوس المحجوزة. وعاشت عدة مناطق بالإقليم أوضاعا من الرعب بسبب تنامي الظاهرة، وليس آخرها منطقة القباب التي سجلت عدة سرقات استهدفت مجموعة من رؤوس الأغنام والأبقار، ضمنها عملية السطو على حوالي 30 رأسا من الأغنام، تم «تهريبها» على متن شاحنة صغيرة لم تتسع لهذا العدد، ما أدى إلى نفوق عدد كبير منها، فتم التخلص منها على مشارف ملوية، وقبلها منطقة أم الربيع التي عرفت بدورها «زيارات» عصابات المواشي،فيما أكد أحد الضحايا، من قبيلة آيت سيدي يوسف، تعرض 25 رأسا من مواشيه للسرقة، لتأتي جريمة «التعنيف الوحشي» التي تعرضت لها أسرة كساب ضواحي قبيلة آيت عثمان، جماعة الحمام، بعد السطو على نحو 30 رأسا من مواشيه؟