الحمد لله الذي أذل أهل الكذب بالافتراء والبهتان . وأخزاهم حتى غدوا مرمى لسهام أهل الصدق والإيمان وصلى الله وسلم على نبيه الكريم وصحابته أجمعين وأهل بيته الطاهرين أما بعد : نشر نذل بالعمالة وبيع ذمته لأسياده ريان . ومن الأمانة وصدق القول عطشان .لاهث جرو اجرب مسعور . عن الخير وقول الحق مبتور . رسالة سطرت بالأراجيف والبهتان سلمها له لفيف ممن ينعمون عليه من الرهبان .ثم اجبروا عميلهم على إخراجها وما بالنذل من خماص . حيث سارع إلى نشرها ولات حين مناص . تتهم هذه الرسالة المزورة الملك عبد العزيز بن سعود . أنه سلم أرض فلسطين لليهود. إلا أنه سرعان ما انكشف أمر هذا الأفاك المبين . شرقا وغربا عند المنصفين من المسلمين . وبعدما استأسد الأفاك بالرسالة سويعات استأساد النمر . لكن سرعان ما غدا الحقير كأنثى هر . حيث ضيق عليه المنصفون في النكال. وجرعوه كأس الخزي والعار والبال . فأصبح الأجير حديث كل البقاع . وكوتد بلا قاع . وإني اورد هنا أحد خطب الملك عبد العزيز بن سعود ، – رحمه الله تعالى – في الدفاع عن دولة فلسطين ألقاها رحمه الله تعالى في 6 ذي الحجة 1364 هجرية الموافق 11 نونبر 1945 .في المأدبة الملكية التي أقيمت على وفود حجاج بيت الله الحرام . عنوان الخطبة هو" السكوت على قضية فلسطين لا يوافق المصلحة . قال الملك عبد العزيز رحمة الله تعالى عليه: " إننا معشر المسلمين يجب عليناأن نعتصم بحبل الله تعالى ، وأن نتمسك بسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم -ونتبع هداه ونعمل بأوامر الله تعالى ،وننتهي بنواهيه ،.ثم قال :إن كل كلام لا يتبعه فعل فهو باطل ،وإنه لا صلاح للمسلمين إلا باتحادهم ،واتفاق الكلمة على توحيد ربهم ،وكل خلاف يجر إلى الفرقة والانقسام. والدين يأمرنا بالتمسك بشريعة الله ،والتواصي بالحق،والتواصي بالصبر ،كما قال تعالى في محكم تنزيله ،وأن نعرف ربنا حق المعرفة ،ونستعين به على استجابة دعاء الرسول لنا ،فنحن لانخشى إلا من ذنوبنا ،ويجب على المسلمين أن يعتصموا بالله ،ويتخذوا الإسلام دينا؛ففي ذلك صلاح دنياهم واستقامة أمورهم ." إن مسألة فلسطين هي أهم مايشغل أفكار المسلمين والعرب في هذه الأيام ،وهي المسألة التي يجب أن تكون موضع عناية الجميع ومدار اهتمامهم .ومع أنني لا أحب كثرة الكلام وأفضل على الدعاية العمل الصامت المثمر فإنني أقول بصراحة إن السكوت على قضية فلسطين لايوافق المصلحة وقد سبق لي أن تكلمت مع أركان الحكومة البريطانية،كما تحدثت مطولا مع الرئيس روزفلت ،وذكرت بكل صراحة الحيف الذي أصاب إخواننا عرب فلسطين والإعناث والقهر اللذين أخضعوا لهما ،وطلبت وطالبت من الرئيس الراحل إنصاف عرب فلسطين ،إن لم يكن بالمساعدات الفعلية فعلى الأقل بالوقوف على الحياد،وعدم مساعدة اليهود عليهم ،لأنه مامن شك في أن الحركة الصهيونية تجند الأنصار والأتباع بالدعايات الواسعة في كل بلاد العام ،بينما العرب ليس لهم من يعضدهم إلا الله ،ثم حقوقهم الصريحة في أوطانهم ،وأن الحق والعدل والإنصاف يقضي بعدم إعانة اليهود على العرب ،وإنني على يقين أنه لن يحصل إلا الخير والمصلحة للعرب والمسلمين عامة، ولأهل فلسطين خاصة إن شاء الله تعالى . ورغم دعايات الصهيونية وأعمالهم ،فإنني واثق من أن النتيجة ستكون في مصلحة العرب إن شاء الله ،وأنا لا أخشى من اليهود ،لأن الله -سبحانه وتعالى-قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة فإذا كنا متمسكين بمعتقدنا ،عالمين بأوامر ديننا،وعاملين بها،فإننا بإذن الله ومشيئته لا نخشى اليهود ،ولا نعني بهم ؛لأن الله معنا،وهو ناصر دينه ومعلي كلمته إن شاء الله. إن الصهيونيين باذلون أقصى ماعندهم من جهود للتأثير على الحكومة البريطانيةوالرأي العام البريطاني؛لتبديل السياسة البريطانية مما يوافق منافعهم ومطامعهم .وهم لم يكتفواولا يستنكفون عن مقابلة إحسان الإنكليز الذين أحسنوا إليهم وساعدوهم في فلسطين بالإساءة ،فضربوا بذلك المثل الصحيح على نكرانهم للجميل ونسيانهم للأيادي البيضاء .وقد أصبحوا يهددون الإنجليز في غير تورع ولا وجل،ولذلك فإننا نعتقد أن البريطانيين يدركون الأن تمام الإدراك المخاطر التي تنطوي عليها سياسة مجاراة اليهود في مطامعهم السياسية الواسعة.ونرى نحن من المصلحة أن لايزيد العرب في الوقت الحاضرمن متاعب الإنكليز لحل القضية على مافيه من حفظ حقوق المسلمين والعرب ، حتى نرى ماذا يكون العمل عليه ،فإن وجدنا أن العدل والإنصاف قد ضعفا،وأن حقوق الوطنيين في بلادهم التي لا ينازعهم فيها منازع ،ولا يشاركهم فيها أحد توشك على الضياع ،فهذا هو أملنا في أصدقائنا الإنجليز .وإن كان الأمر غير ذلك فالواجب يقضي علينا ألا نجشم أنفسنا عناء قتال اليهود،لأننا لا نراهم أهلا لأن يقاتلونا إن شاء الله ،ولا هم أكفاء لنا،ولكن المسألة بطبيعة الحال إنما هي بيننا وبين بريطانيا،وهذا أمر لا نريده ولا نرضاه .وربما يكون من مصلحة اليهود أن يختلف العرب والإنجليز والمهم أننا إذا وثقنا بربنا وبما ضمنه لهذا النبي الكريم ولأمته بالنصر عليهم ،فلا حول ولا قوة إلا بالله أن يظهر ذلك عاجلا غير آجل. وإنني أوصي الجميع بالرجوع إلى الله تعالى ،فهو القادر على كل شيء، وهو الذي بيده كل شيء،، ويجب أن نتمسك بديننا ،وبما جاء به كتاب الله تعالى ، وشريعة نبيه -صلى الله عليه وسلم -،وهذا ما أوصي نفسي ،وأوصيكم به . وأسأل الله -تعالى- أن ينصر دينه ويعلي كلمته ،ويعز الإسلام وينصر المسلمين ،ويؤيدهم بروح من عنده .إنه سميع مجيب نقلها الفقير إلى عفو ربه ومغفرته أبو عبد الرحمن علي بن صالح الغربي السوسي السملالي بعد فجر 16 محرم 1441 16 شتنبر 2019 رباط الفتح المغرب الأقصى حفظه الله وبلاد المسلمين من كل مكروه ———————————-