يحار المتتبع للأوضاع التجارية والإجتماعية بالعاصمة الرباط ، بين مايسمع عنه أن المغرب بلد المؤسسات ، وبين مايراه بأم عينه ويلامسه في عيشه اليومي ، مدينة الأنوار تارة تراها تعيش حالة من الفوضى والتسيب ، فقد تجد باعة متجولين على الرصيف غالبيتهم أفارقة ، وقد توقف سيارتك جماعة من بائعي المناديل ، فإن أبديت رفضك لشرائها يتحول البائع في سرعة البرق إلى متسول ، وآخر يجبرك على " التدويرة " لأنه وضع منديلا ملطخا بالأوساخ لمسح زجاج سيارتك الأمامي بدون رغبة منك . وتارة أخرى ، في المقابل ، تعاين أن السلطات المحلية تواكب المشاريع الكبرى الواعدة التي تصب في اتجاه تنزيل مشروع مدينة الأنوار ، وحملات _ رغم أنها خجولة _ بين الفينة والأخرى لمحاربة استغلال الملك العمومي لأغراض تجارية تعيق عملية السير والجولان في غالب الأحيان ،وتقض مضجع السياح ،وجولات لجان مختلطة للقياد والباشوات فقد تغيير الوضع سيما مع قدوم الوالي الجديد اليعقوبي الذي تراهن عليه ساكنة الرباط في إرجاع الأمور إلى نصابها وإنهاء التسيب الحاصل بعدما عرف قطاع النقل والتنقل نهضة وحيوية بإدخال حافلات جديدة وانقضاء عهد حافلات ستاريو المهترئة التي فرضت على سكان العدوتين حقبة من الزمن , لكن الأكثر غرابة ، هو أن تجد دكانا معدا للوجبات الخفيفة و لشي لحوم _ لازال الزبناء يبحثون عن مصدرها ومكان ذبحها وجودتها الصحية _ وحقيقة " حلالة " التي تعني الدجاج الميت ، وذلك بشارع الحسن الثاني الذي لايبعد عن مقر ولاية جهة الرباطسلا وولاية الأمن سوى ببضع أمتار ،مستغلا الرصيف العمومي لوضع طاولات لتناول الوجبات، هذا الدكان الذي تسبب في تنقيل العديد من ساكنة الحي ، يظل يقدم خدماته للزبناء يوميا إلى حدود الفجر ، محدثا في كل ليلة العديد من المشاحنات والمشاجرات والمشاداة الكلامية بألفاظ نابية تلج آذان القاطنين بجوار المشواة رغما عنهم عبر نوافذهم الصغيرة ، الأمر الذي دفع ببعضهم إلى تقديم شكايات أمام السيد وكيل الملك لازالت سارية بحكم مايلحقهم ولازال من أضرار كالدخان المتصاعد يوميا ملوثا الألبسة ومزكما انوف قاطني الحي تصل إلى حد الإعتداءات الجسدية على أبناء الحومة و التي يشرف عليها إبن صاحب الدكان ،الذي يعتمد على بلطجية يدافعون عن سلوكياته بمقابل مادي سخي يومي , تفاديا لردة فعل منطقية غير متوقعة . وقد إنتشر مؤخرا شريط فيديو يظهر مشهدا من المشاهد المتحدث عنها وهي كثيرة ، لحالة فوضى أمام هذا الدكان العجيب الذي لايقفل إلى مع آذان الفجر ،و الذي إنتقل من شي اللحوم المشكوك فيها إلى شي راحة و ظهور وأجسام الزبناء بضربهم والإعتداء عليهم في ساعات متأخرة من الليل ، هذا الشريط أبدى بسببه صاحب الدكان غضبا كبيرا وسعى جاهدا عبر معارفه التقنيين إلى حذفه دون جدوى ، فحول عدوانيته صوب البحث عمن صور الفيديو ، ليحدث قضية من نوع آخر بعد أن سخر الحارس الليلي للتوجه نحو بيت أحد شباب الحي متهما إياه بتصوير الفيديو لفضحه ، مهددا إياه بالإنتقام منه وفق ما لديه من علاقات كفيلة بتحقيق مبتغاه . فمن يجير ساكنة حي ديور الجامع بشارع الحسن الثاني بالرباط من العذاب المهين اليومي ؟ من رخص لهدا الشواي المتاجرة باللحوم في ساعات متأخرة من الليل أطول من التوقيت القانوني للحانات ؟ بل السؤال الأوضح من هي الجهات المنتخبة والإدارية التي تتواظئ مع صاحب هذا المحل المهيئ للصبغة السياحية والثقافية في الأصل ليعيث فسادا في البلاد والعباد ؟ إلى حين أن تتحرك الجهات المعنية أو لا تتحرك فناقوس الخطر قد دق للحد مع هذه الممارسات ووضع حد للتسيب داخل العاصمة وإعمال القانون بحذافره بعد أن تصل التقارير إلى السيد والي الرباطسلا الذي تغيب أو تغيب " بضم التاء" عنه العديد من الحقائق الخطيرة جدا . تابعوا بالشريط الموالي بعض مشاهد الأفلام الهتشكوكية من أمام محل شواي فوق العادة يظل محله مفتوحا بعد إقفال الحانات دون حسيب أو رقيب