اعتداءات بالجملة تعرض لها عدد من المواطنين يوم الاثنين سابع يوليوز الجاري، على يد باعة متجولين بالحي المحمدي الشمالي الوحدة الثالثة، حيث نقل صاحب دكان لتلقي العلاجات إثر تعرضه حوالي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر لهجوم عنيف من قبل أحد الباعة المتجولين نتجت عنه إصابة الضحية بجروح بليغة على مستوى الرأس والمرفق . وحسب المعلومات المتوفرة من عين المكان، فإن سبب الخلاف بين الضحية مصطفى والشخص المعتدي، يعود إلى مطالبة الضحية للجاني بعدم الوقوف أمام دكانه، الشيء الذي رفضه المعتدي وأصر على بيع سلعته (الليمون) أمام المحل، وبعد استعطافه مرات عديدة أخبره بأنه سيبلغ السلطة المحلية، فرد عليه المعتدي بهجوم عنيف نتجت عنه إصابات بليغة . ولولا تدخل الشرطة التي أوقفت المعتدي في الثلاثينات من عمره لتطور الوضع إلى مستوى مخيف لا تُحمد عُقباه. وعُلم أن المعتدي قد أحيل على النيابة العامة التي تابعته في حالة اعتقال، حيث أنه سيمثل أمام غرفة الجنح بابتدائية مراكش يومه الأربعاء 9 يوليوز 2014 . وفي توقيت متزامن مع الحادث المذكور ، تعرض صاحب مخدع هاتف متواجد بنفس المكان إلى اعتداء لفظي من قبل بائع متجول بنفس المنطقة ، حيث استهدفه بسيل من السب والشتم والتهديد والوعيد . وتعرض صاحب محل للحلاقة ايضا للسب والشتم في نفس المكان والزمان، من قبل أحد الباعة المتجولين الذين نفذوا هجوما يبدو أنه كان منظما في ما بينهم . وتوافد على مكتب جريدتنا صباح الثلاثاء ثامن يوليوز الجاري، العشرات من المواطنين من سكان الحي المحمدي الشمالي الوحدة الثالثة الداوديات ، لنقل استيائهم من لامبالاة السلطة المحلية تجاه الأوضاع الكارثية التي غرقت فيها المنطقة بسبب الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها السكان على يد الباعة المتجولين الذين يحتلون الشارع الأرصفة المحيطة به ، حيث تحولت المنطقة من حي سكني منظم إلى سوق عشوائي تسوده كل أنواع الفوضى وأشكال التسيب . وقال السكان المشتكون إنهم يعانون يوميا الويلات ، بسبب محاصرة الباعة المتجولين لمكان سكناهم ومتاجرهم ، حتى أنهم لم يعودوا يقدرون على مبارحة بيوتهم ، لأن ذلك يستلزم مطالبة الباعة بالتنحي قليلا وهو ما ينتج عنه رد فعل عنيف من هؤلاء الباعة . وأضاف المشتكون أن النساء القاطنات بالحي المذكور يتعرضن يوميا للتحرش والهجوم اللفظي من قبل الباعة المتجولين ، حيث يكون نصيب كل من تجرأ على تقديم ملاحظة للباعة بقصد الابتعاد قليلا عن المتاجر والبيوت هو التعنيف بكل أشكاله مثلما حدث مع الحالات الواردة أعلاه . وأوضح بعض أصحاب الدكاكين المتواجدين بالحي المذكور ، أن الأسوأ في الأمر أنهم تقدموا للسلطة المحلية بعدة شكايات بخصوص الحصار غير القانوني الذي يضربه الباعة المتجولون على الحي من بيوت ومتاجر ، إلا أنها تواجه تذمرهم باللامبالاة . ورغم التحرك الذي أبدته السلطة في بعض المناطق من مراكش بغية تحرير الملك العمومي ، إلا أنه وبشكل غريب مازالت السلطة تستثني هذه المنطقة من حملتها . ويتحدث السكان عن محنة متواصلة بسبب هذه السوق العشوائية التي أقيمت بفضاء عمومي هو من حق السكان كالشارع العام والأرصفة والأزقة بل حتى بمحاذاة أبواب المنازل والدكاكين. ومن جملة مظاهر هذه المحنة تلويث محيط المنازل وأرصفة الشارع بركام متواصل من الأزبال التي يخلفها الباعة المتجولون ، وكذا حالة الضجيج التي فرضها الباعة على المنطقة بسبب صراخهم الدائم لاستمالة المشترين ، مع العلم أن السوق العشوائي يستمر إلى منتصف الليل، ويساهم في عرقلة السير . ويدق السكان ناقوس الإنذار في وجه السلطات المعنية بمراكش ، منبهين إياها إلى أن الوضع لم يعد يُحتمل ، وأن حالة حيهم جراء احتلاله من قبل الباعة المتجولين قد خلفت حالة من التذمر والاستنكار ، ستنفجر قريبا في وجه المسؤولين ، وأن مواصلة السلطة المحلية تجاهل شكاياتهم بالتدخل لتحرير حيهم ممن استولوا عليه وحولوا شارعه وأرصفته وأزقته إلى سوق عشوائية ، قد تؤدي إلى أوضاع أخطر منها .