يحكي يونس بوعمود عن معاناته مع محاولة للقتل تعرض لها في واضحة النهار في المنطقة الصناعية بالعرائش، حيث يعمل هناك في مصنع الحليب ومشتقاته، لكنه الآن توقف عن العمل بسبب العاهة المستديمة التي خلفها الإعتداء، وكشف يونس في تصريح ل"العرائش نيوز"، أن مصدر المشكل الذي عاناهُ سببه خطيبته التي كان ينوي الزواج منها، حيث أسرّ لنا أن ما كان يجنيه من مال نتيجة عمله بالمصنع المذكور كان يضعه بين يديها، إضافة إلى الذهب الذي كان يشتريه لها نتيجة الثقة الكاملة التي كان يضعها فيها، وكان الدافع الذي يكمُن خلف طلبها وضع المال بين يديها يستطرد المتحدث، يرتبط بما كانت تقوله له "ضرورة توفير المال من أجل عقد القران وإقامة العرس"، موضحا أنه عندما أحس بأنها تنصب وتتحايل عليه، إتفق معها على حلّ يتراوح بين عقد القران أو إرجاع الأموال التي أخذتها منه. وأردف قائلا أن العلاقة التي كانت بينهما كانت في مرتبة الزواج بمعرفة عائلتيهما، رغم أنها تكبره سنا ب5 سنوات، مؤكدا أنه قبل بها رغم فارق السن بينهما، وزاد قائلا أنه كان ينفذ كلُّ ما كانت تطلبه منه دون أن يكترث لما يفعله كأنه كان في غيبوبة، لكنه عبّر عن ندمه بعدما آلت الأمور إلى إرتكاب جريمة وصلت إلى حد محاولة القتل العمد. وكشف يونس ل"العرائش نيوز"، أنه إعتاد الذهاب إلى منزل عائلته كل يوم سبت، لكن قبل التوجه إلى منزل العائلة يشرح المتحدث، إلتقى خطيبته ليلة الجمعة بعدما إتصل بها فأغلقت الهاتف في وجهه، لكنه أصرّ على لقائها عندما تسمّر بالقرب من باب المنزل الذي ولجته بحي شعبان والذي يعود إلى صديقتها المطلّقة التي تكتري المنزل المذكور لوحدها بمبلغ باهظ رغم مداخيلها القليلة، مضيفا أنه عندما إلتقى خطيبته أعلمها بأنه متوجه إلى منزل عائلته ويجب أن يصل معها إلى حلّ في أقرب الآجال، ويتعلق إما بالزواج أو إرجاع الممتلكات، لكنها قالت له إن كان يرغب فعلا في سماع النتيجة فعليه أن يلتقيها في صباح اليوم الموالي على الساعة ال7.30، وهو المكان الذي وقعت فيه الجريمة يورد المتحدث.
وقال يونس بوعمود في ذات التصريح أنه عندما توجه إلى المكان المعقود، حضرت خطيبته مع سائق شركة صناعة الجبن بمنطقة الأوسطال، في البداية أتى وحده يوضح المتحدث، لكنه عندما تأكد من وجوده هناك، ومن حضوره في الموعد المحدد، عاد لتوه في الحين، لكنه عاد هذه المرة برفقتها في الساعة الثامنة إلا ربع على متن سيارة ومعهما شخصان آخران، عندما فرغت منطقة الأوسطال عن آخرها من العمال، موضحا أنه عندما إبتعد عن السيارة مسافة 3 أمتار، فاجأه شخص نزل مترجّلا على قدميه من السيارة حاملا بين يديه سيفا، مضيفا أن هول الحدث أصابه بالدهشة ولم يتمكن من الهرب، لأنه لم يكن يتوقع أن يضربه شخص بسيف لا تجمعه به أية عداوة. مُردفا أن الشخص المعني عندما وصل إليه لم يحدثه بل ردد فقط عبارة تفيد ضرورة "الإبتعاد عن الخطيبة"، الأمر الذي أكد له يستطرد يونس أنها هي من بعثته لكي يقوم بفعلته، بل هدده بالقتل إن لم يبتعد عنها يقول المتحدث.
في البداية يكشف يونس كاد المعتدي يقطع له ساقه، لكنه عندما دافع عن ساقه بحمايتها بيديه، تسببت الضربة في قطع 4 من أصابع يده اليُسرى دفعة واحدة، بل إن المعتدي يوضح يونس رغم إنقطاع الأصابع الأربعة حاول قتله بضربة السيف الذي كان يحمله بين يديه عندما عاود الضربة للمرة ثانية، بل حتى من كانوا يركبون معه على متن السيارة كانوا يشجعونه على عملية القتل، متسائلا عن السبب الذي دفع الشخص المعني لمحاولة قتله رغم إنعدام أية عداوة تجمع بينهما، في الوقت الذي بقيت فيه الخطيبة على متن السيارة تتفرج على بتر الأصابع ومحاولة التصفية الجسدية، كما أنه يعرف نوعية العلاقة التي تجمع يونس بخطيبته.
وأوضح يونس في تصريحه أن المعتدين عندما فرغوا من فعلتهم توجهوا إلى عملهم كأن شيئا لم يقع، وما أنقذ يونس من موت محقق يشرح في تصريحه سوى أحد سائقي التاكسي عندما فرّ إليه يونس هاربا بعدما أسعفتاه قدماه في الهرب والخلاص من موت ماحق، وهناك توجه به السائق إلى مفوضية الأمن بالعرائش، بسبب ما قال يونس إطلاعهم على القاتل إذا ما فاجأته الوفاة بالمفوضية المذكور، وكذا حتى تكون الشرطة على بينة بالقاتل "سعيد بيّاض" القادم من الجماعة القروية خميس الساحل.
المثير في الموضوع والذي سنترك الضحية "يونس بولعود" يسرد تفاصيله، هو المحضر الذي أنجزه ضابط الشرطة بالعرائش، والذي أورد فيه تفاصيل مخالفة لما صرح به يونس، كونُها تشير إلى أن الشرطة أُُشعرت من طرف إدارة مستشفى لالة مريم بإستقبال شخص تعرض للضرب بالسلاح الأبيض أدّى إلى وقوع بتر في أصابعه الأربعة عوض ذكر قدومه إلى مركز الشرطة شخصيا للإبلاغ عن محاولة قتله، الأمر الذي أثار إستغرابه جراء نتيجة ما أسماه "تحوير الوقائع والأحداث التي كان ضحية لها من خطيبته وباقي الجناة".