كشف فيديو صادم نشرته إحدى الجمعيات الفرنسية التي تعنى بالحيوانات عن ممارسات "خطيرة وقاسية" بحق خرفان في مدينة موليون-ليشار بمنطقة الباسك، ما أدى إلى إغلاق المسلخ وفتح تحقيق في القضية، وسط إدانة واسعة من قبل الطبقة السياسية والمجتمع المدني الفرنسيين.
لم تمر إلا بضعة أشهر على فضيحة كان أحد المسالخ الفرنسية مسرحا لها، عرّت الطريقة الوحشية التي يتم التعامل بها مع الحيوانات، حتى يهتز الرأي العام الفرنسي من جديد على وقع فضيحة أخرى في مدينة موليون-ليشار بقلب منطقة الباسك جنوب غرب فرنسا.
وكشفت جميعة "إل214"، التي تهتم بالحيوانات، عن هذه الفضيحة بعد نشرها لفيديو صور بطريقة خفية عن ممارسات مسيئة جدا للحيوانات في هذا المسلخ، تعرضت لها خرفان في وقت لاتزال الحياة تسري في عروقها.
ويظهر الفيديو عمال المسلخ وهم يقومون بقطع أرجل ورؤوس خرفان وهي لا تزال حية وتحاول أن تقاوم ضربات السكين، كما نشاهد في نفس الفيديو كيف تلقى خرفان أخرى، لم تُدوخ بشكل نهائي، لضربات بمشاجب حديدية على الرأس.
إدانة واسعة
وأطلقت الجمعية "إل24" عريضة تطالب فيها السلطات الفرنسية بفرض "الشفافية" بشأن الظروف التي يتم فيها ذبح وسلخ الحيوانات في المجازر. ورفعت دعوى أمس الثلاثاء ضد المسلخ المتورط في الفضيحة الجديدة متهمة إياه ب"إساءة معاملة الحيوانات والقيام بممارسات خطيرة وقاسية ضدها".
وعلى خلفية هذه الفضيحة، قرر عمدة المدينة إغلاق المسلخ لمدة غير محددة حتى تظهر النتائج النهائية للتحقيق الذي فتح بشأن هذه الممارسات، ومن جهته ألغى محافظ المنطقة رخصة المسلخ.
كما دعا وزير الزراعة ستيفان لوفول محافظي المناطق إلى تنظيم عمليات تفتيش لحماية الحيوانات في مجموع المسالخ الفرنسية، للوقوف عن قرب عند الظروف التي تذبح وتسلخ فيها، وتسليط العقوبات على المؤسسات المخالفة للقوانين، وسحب التراخيص منها إن اقتضت الضرورة.
وكان الرأي العام الفرنسي اهتز في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي على وقع فيديو مماثل يظهر الطريقة الوحشية التي يتعامل بها عمال مسلخ مع المواشي في جنوبفرنسا، ما دعا المسؤولين إلى إغلاق المسلخ.
كما أثير النقاش مرارا بخصوص طريقة الأضاحي من قبل المسلمين، وبرزت بهذا الخصوص اسم الفنانة الشهيرة بريجيت باردو، التي تحاملت في تصريحات سابقة على المسلمين، وعابت عليهم بشدة طريقتهم في ذبح أضاحي العيد.
وكانت الفنانة الاستعراضية السابقة وجهت رسالة إلى الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عندما كان في الإليزيه تنتقد فيها شعيرة ذبح الأضاحي، كما عرفت بمواقفها المساندة ل"الجبهة الوطنية" ممثل اليمين المتطرف في المشهد الفرنسي وزعيمتها مارين لوبان.