تداول نشطاء على الانترنت تسجيلات أرشيفية تتضمن فتوى مفتي المملكة العربية السعودية الراحل، ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن باز حول العمليات الاستشهادية التي يقوم بها الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث يُفتي بجوازها، لتشكل هذه الفتوى إحراجا لوزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد الذي كتب على "تويتر" قبل أيام بأن ابن باز "حرّم العمليات الانتحارية". وجاءت تغريدات ابن زايد تعليقا على العمليات الانتحارية التي ضربت السعودية في نهاية شهر رمضان المبارك، وخاصة العملية التي استهدفت المدينةالمنورة، حيث قال الوزير الإماراتي إن الشيخ ابن باز أفتى بتحريم هذه العمليات، بينما أجازها الشيخ يوسف القرضاوي.
وبحسب كتاب "فقه الجهاد" للشيخ القرضاوي، فإن ما أجازه الشيخ هو "العمليات الاستشهادية التي يقوم بها حصرا الفلسطينيون ضد الاحتلال"، كما أنه استدرك وقال في نفس الكتاب أن الأمر مشروط بالحاجة وعدم وجود بدائل، و هو ما لم يعد عليه الحال بعد تصنيع الفصائل الفلسطينية للصواريخ المحلية، بحسب الكتاب المشار إليه.
وتتفق فتوى القرضاوي حول العمليات تماما مع فتوى الشيخ ابن باز الذي أفتى بجوازها وعدم تحريمها، لكن الأهم من ذلك أن كلا من فتوى القرضاوي وابن باز لا علاقة لها بالعمليات الانتحارية التي تستهدف المسلمين الأبرياء، وإنما كانت عن المقاومة الفلسطينية التي تستهدف الإسرائيليين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتسببت الفيديوهات المتداولة بإحراج لوزير الخارجية الإماراتي الذي التزم الصمت ولم يرد، حيث أثبتت عدم صحة ما يقوله، سواء فيما يتعلق بالخلاف بين الشيخين، إذ لا خلاف بينهما بالمطلق، أو فيما يتعلق بموضوع الفتوى، وهو المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وليس التفجيرات الانتحارية التي تستهدف المدنيين المسلمين.