08 يوليوز, 2016 - 03:10:00 تحول الجدل الذي أثارته تغريدة وزير الخارجية الإماراتي٬ عبدالله بن زايد٬ حول العمليات الانتحارية الأخيرة في السعودية والعراق وبنغلادش، ورد الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي عليها٬ إلى "معركة" حقيقية على موقع "تويتر"٬ شارك فيها وزراء وأمراء وعلماء دين٬ واستدعيت فيها فتاوى علماء راحلين مثل مفتي السعودية الراحل عبد العزيز بن باز. وبدأت المعركة٬ بتغريدة من عبد الله بن زايد٬ اتهم فيها القرضاوي، وهو أيضا رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، بالتحريض على العمليات الانتحارية٬ في الوقت الذي حرمها رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية الراحل عبد العزيز بن باز٬ حسب تغريدة بن زايد٬ قبل أن يرد عليه القرضاوي مشبها إياه بالشياطين. وجاء في التغريدة التي أثارت حفيظة القرضاوي "هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل بن باز رحمه الله للعمليات الانتحارية هل تذكرون مفتي الأخوان القرضاوي عندما حرض عليها؟". التدوينة كانت تعلّق على موجة العمليات الانتحارية الأخيرة التي يُظن أن "داعش" يقف وراءها، وأدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين في العراق وتركيا وبنغلاديش وبجوار المسجد النبوي في السعودية. وبعد وقت قصير، خرج القرضاوي عن صمته ليرد هو الآخر على تدوينة عبد الله بن زايد، مستخدما هو أيضا منصة التويتر ليدلي بقوله: "ردا على عبد الله بن زايد أني أشجع العمليات الانتحارية: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها". وعلى الإثر، قامت مجموعة من الحسابات الإماراتية بشن هجوم على الشيخ استخدمت فيه عدداً من الفيديوهات القديمة للقرضاوي تتحدث عن العمليات الاستشهادية، فيما قال مؤيدوه إن الفيديوهات مقتطعة من سياقها وممنتجة بغرض الإيحاء بمعانٍ أخرى. وبالمقابل انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعية روابط لفتاوى أخرى منسوبة لمشاهير العلماء السعوديين أمثال مفتي السعودية الراحل محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ الجبرين وعبدالله بن منيع تجيز تلك العمليات إضافة إلى فتاوى منسوبة للشيخ محمد الصالح العثيمين ترفض هذه العمليات بسبب عدم تحقق النفع منها. بعض المغردين تهكموا من تنويه وزير خارجية الإمارات بإعتدال "بن باز"، مقابل وصفه القرضاوي ب "التطرف"، واستغربوا كيف يستشهد ب "بن باز" الممنوعة كتبه وفتاويه في الإمارات، بل وحتى في المعارض التي تنظمها الإمارات. السجال تجاوز ما هو فقهي إلى السياسة حيث انهالت الانتقادات الموجهة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها هي والسعودية في القضاء على ثورات الشعوب العربية إبان فترة "الربيع العربي"، وبالمقابل رد عليهم خصومهم بإتهام "الإخوان المسلمين"، الذين يعتبر القرضاوي من أبرز مفكريهم، بالإنقلاب على السلطات المدنية في بدانهم لتحويلها إلى سلطات دينية بيد "الإخوان".