اتهمت أندونيسيا السلطات السعودية، بعرقلة جهود دبلوماسييها للتوصل إلى معلومات بشأن الضحايا والمصابين في حادثة تدافع الحجاج في “منى” الأسبوع الفائت. وقال “لالو محمد إقبال”، المسؤول في وزارة الخارجية الاندونيسية، إن المسؤولين السعوديين لم يقدموا معلومات للدبلوماسيين الاندونيسيين، حول الضحايا حتى مساء الاثنين. بدوره ذكر رئيس الشؤون الدينية في أندونيسيا، “لقمان حكيم سيف الدين”، أن السلطات السعودية لم تسمح للحجاج الإندونيسيين، بالتوجه إلى المستشفيات من أجل العثور على ذويهم المصابين خلال حادث “منى” الذي خلف مئات الضحايا. واستدرك سيف الدين قائلا: “نحترم أن تكون هناك تقاليد وإجراءات وثقافة خاصة للحكومة السعودية في التعاطي مع مثل هذه الحالات، لكن كان ينبغي إطلاعنا على وضع مواطنينا”. وكانت طهران أولى المنتقدين للسعودية على خلفية الحادث، حيث اعتبرت أن العديد من ضحايا التدافع في “منى” فقدوا حياتهم بسبب “سوء في الإدارة”. وإضافة إلى إيران، أعربت باكستان والهند التي توفي عدد من مواطنيهما خلال التدافع، عن استيائهما بسبب الحادث. وكان مسؤول باكستاني، قال في وقت سابق الثلاثاء، إن السلطات السعودية، وزعت صور 1100 شخص فقدوا حياتهم في حادثة التدافع بمنى، على البعثات الأجنبية في جدة، من أجل تحديد هويات أصحابها. وأوضح النائب في البرلمان الباكستاني، “طارق فاضل جوديري”، الذي عينه رئيس الوزراء الباكستاني لمتابعة ملف الحجاج الباكستانيين القتلى والمصابين في الحادث، أن “تلك الصور موجودة لدى القنصلية الباكستانية في جدة”. وأعلن جوديري في مؤتمر صحفي باسلام آباد، الثلاثاء، ارتفاع عدد الضحايا الباكستانيين في الحادث إلى 40 شخصاً، فضلا ًعن 63 آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، وأن 228 باكستانياً عُثر عليهم، وتم تأمين تواصلهم مع أسرهم، في حين لا يزال 35 حاجاً باكستانياً يخضعون للعلاج في مستشفيات مكةوجدة. وكانت وزيرة الخارجية الهندية “سوشما سواريج”، قالت في تغريدة لها على موقع “تويتر”، إن “المسؤولين السعوديين، نشروا صور 1090 حاجاً فقدوا حياتهم خلال التدافع في الحج”. بدوره أعرب رئيس مؤسسة الحج والزيارة الإيراني، “سعيد أوحدي”، الاثنين، عن اعتقاده أن عدد ضحايا حادثة التدافع بمشعر “منى” بالسعودية، في أول أيام عيد الأضحى، “بلغ 4700 حاجاً على الأقل”، على حدّ زعمه. وأعلن أوحدي في حديثه لإحدى القنوات التلفزيونية الإيرانية، ارتفاع عدد الضحايا من الحجاج الإيرانيين جراء التدافع إلى 228 حاجاً، مضيفاً أن “عدد الإيرانيين الذين لا نعلم شيئاً عن مصيرهم 248 شخصاً، ونخشى من ارتفاع عدد الوفيات”. وزعم أوحدي، أن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف جثة لا تزال داخل 21 شاحنة بانتظار تشخيصها وإخلائها. وكان وزير الصحة السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، أعلن السبت المنصرم، ارتفاع عدد الوفيات في حادثة التدافع بمشعر “منى” الخميس الماضي، إلى 769 حاجاً، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 934 آخرين.