رغم تقديم جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" نفسه كواحد من أقوى أجهزة المخابرات في العالم، إلا أن الكثير من الأحداث ومحاولات الاغتيال الفاشلة تظهر خلال ذلك، بدليل تورط واحدة من أفضل عميلات الموساد في اغتيال مواطن مغربي عن طريق الخطأ في النرويج خلال سنوات السبعينات، الأمر الذي أدى إلى افتضاح أمرها واعتقالها. ويكشف كتاب إسرائيلي، ظهر حديثا، يتناول حياة عميلة الموساد الشهيرة "سيلفيا رافاييل" التي تعد واحدة من أقوى العميلات الإسرائيليات، كيف أن "سيلفيا" قامت باغتيال مواطن مغربي، يدعى أحمد بوشيخي كان يشتغل كنادل في إحدى مقاهي العاصمة النرويجيةأوسلو. ويروي الكتاب ذاته كيف أن عميلة الموساد التي توفيت في فبراير 2005، اعتقدت أن المواطن المغربي هو علي حسن سلامة، القيادي الفلسطيني الشهير، وعضو حركة أيلول الأسود، والذي كان من بين العقول المدبرة لعملية ميونيخ بألمانيا، التي أدت إلى وفاة 11 لاعبا رياضيا إسرائيلية سنة 1972. ويحكي الكتاب الحامل لعنوان "سيلفيا رافاييل: حياة وموت جاسوسة الموساد"، كيف أن إسرائيل أطلقت عملية "غضب الرب" للرد على عملية ميونخ، وذلك من خلال التخطيط لاغتيال لعدد من قادة منظمة "أيلول الأسود"، لتوكل مهمة اغتيال القيادي الفلسطيني للعميلة رافاييل، وذلك نظرا لقدرة المقاوم الفلسطيني على الهروب والاختفاء. وبعد أن حاولت عميلة الموساد "الأقوى خلال تلك الفترة" حسب توصيف الكتاب، تعقب مسار علي حسن سلامة، قامت باغتيال مغربي يشتغل كنادل في مقهى. ويرجع الكتاب سبب فشل العملية إلى عدم توفر العميلة على معلومات كافية عن سلامة، كما أنها قامت بالتسرع في اغتيال الشاب المغربي، دون العودة إلى الفريق الذي كان يشتغل معها. وأحدثت عملية قتل المواطن المغربي سنة 1973 ردود فعل دولية غاضبة، كما قام الأمن النرويجي باعتقال عميلة الموساد "سيلفيا رافاييل" رفقة خمسة من مساعديها، وحكم عليها بالسجن خمس سنوات بعد أن وجهت إليها تهم بالقتل والتجسس واستعمال وثائق مزورة، وبعدها سيتم الإفراج عنها بعد 15 شهرا في إطار صفقة بين النرويج وإسرائيل. ويقول الكتاب إن "عملية الاغتيال الفاشلة أدت إلى سقوط واحدة من أعظم نساء الموساد"، مضيفا بأن الطريق إلى النرويج كان طريق الجحيم بالنسبة لها، لأن قتل المواطن المغربي أحمد بوشيخي أدى إلى حرمان الموساد من خدماتها.