- بداية، ما سر هذا التغير الذي عرفه مسار عادل بلحجام؟ أريد فقط أن أوضح أمرا مهما، هذا التغيير لم يطرأ حديثا بل حدث مباشرة بعد رمضان السنة الماضية، منذ ذلك الحين قررت اعتزال المجال الفني وكل ما له علاقة به، وتغيير مساري إلى الدعوة، إلا أن الأمر لم يخرج إلى العلن سوى قبل ثلاثة أشهر تقريبا، عندما اتصل بي أحد الصحفيين وصرحت له بالأمر، حينها فقط انتشر الخبر وظن الناس أني غيرت طريقي حديثا. أما من جهة أخرى فأنا لا أعتبر ما حدث تغييرا بل هو رجوع إلى الأصل، فأنا أنتمي لأسرة محافظة، والدتي وأخواتي محجبات ووالدي شخص ملتزم، ترعرعت في منزل إسلامي لا نشاهد فيه سوى القنوات الدينية. - إذن أسرتك لم تكن راضية عن مسارك الأول. لا، بالعكس، كانوا يشجعونني باستمرار، أسرتي هي أسرة منفتحة تحب الخير لبعضها، كما أنها تترك لهم هامشا من الحرية ليختاروا من خلاله طريقهم. لكن بالرغم من اختياري الأول إلا أن فكرة الرجوع إلى الأصل كانت تراودني باستمرار، وكنت أقول بيني وبين نفسي إن هذه الطريق ليست طريقي وإن تربيتي وقناعاتي الدينية تحتم علي سلك مسلك آخر. ومع ذلك أريد أن أشير إلى أني كنت دائما شخصا ملتزما بتعاليم ديني بيني وبين نفسي. الإشكال هو أن الناس يحكمون فقط على المظاهر ويخالون دائما أن الإنسان هو تلك الصورة التي يقدمها من خلال أعماله.
- أستقدم أغانٍ دينية في المستقبل أم أنك تركت الفن بدون عودة وستكتفي بالبرامج ؟ هدفي هو الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وهو ليس أمرا اختياريا، بل هو فرض على كل مسلم، وعلى كل منا أن يبلغ رسالة الإسلام عن طريق العمل الذي يبرع فيه، وإن لم يفعل فهو أمر سيحاسب عليه. اخترت تقديم برامج توعوية عبر الأنترنت، وهي من إنتاجي الخاص، ولا يمكنني أن أقول إني لن أقدم الأغاني لكني في الوقت الحالي سأركز على البرامج. - يعني لا موقف لديك من الموسيقى والفن؟ ليس لي ولا لأي أحد الحق في أن يقدم الفتاوى، نحمد الله على أننا في البلد الآمن المغرب، تحت إمارة أمير المؤمنين، ونحمد الله أن لدينا علماء أكفاء من اختصاصهم التحليل والتحريم. هذا الأمر ليس من اختصاصي ولا أحبذ الدخول في لعبة التحليل والتحريم التي لا تنتج سوى التطرف والطائفية وسط بلد واحد. أنا أتوجه للشباب بخطاب ديني لين، أتوجه للغير متدينين، وهذا ليس خطأهم بل خطأ التربية وخطأ الإعلام، أتوجه لهؤلاء لأقول لهم إنه يمكن للشاب المسلم أن يعيش حياته بشكل طبيعي وأن يجلس في المقهى ويخرج مع أصدقائه إلى غير ذلك من أمور يومية عادية، لكن عليه أن يقوم بواجبه تجاه دينه، أن يصلي ويصوم ويقرأ القرآن. الفكر هو ما ينتج التطرف أما الدين فليس تطرفا. وأقول للذين يبعدون أبناءهم عن الدين خوفا من الإرهاب، إنهم بذلك يتركون المجال للمتطرفين كي يصوروا لهم الدين كما شاؤوا. - هل تفكر في نقل برامجك على شاشة التلفزيون أم أنك متوجس من عدم إقبال شركات الإنتاج على هذا النوع من البرامج؟ ليست لي شركة إنتاج خاصة حتى أقوم بإنتاج برنامج تلفزيوني، لكني أوجه رسالة لشركات الإنتاج عبر منبركم، أقول لهم إنه علينا الإقبال على برامج الدعوة وتخصيص حيز لها، ليس بالضرورة مع عادل بلحجام، لكن المغرب ما شاء الله غني بالأسماء الجديرة في عالم الدعوة، هذه الأسماء التي يأتي المشايخ من العالم العربي حتى يستفيدوا من خبرتها لا يعرفها أحد في المغرب ولا يسلط عليها الإعلام الضوء. علينا أن نعطي لهؤلاء الشيوخ حقهم لأنهم يقدمون صورة مشرقة عن الدين وعن المغرب، من العيب أن نتوفر على كل هذه الطاقات وألا تنال حقها من الإشعاع الإعلامي. - الأخبار التي تتواتر حول انضمام الشباب المغربي لتنظيم "داعش" لم تجعلك تتخوف من اتهامك بالانتماء إلى التنظيم أو جماعات أخرى ؟ من سيقول هذا فهو جاهل، رسالتي هي الدعوة إلى وضع يد في يد من أجل محاربة الإرهاب والحد من إقبال الشباب المغربي على التنظيمات الإرهابية.