تحدث عبدو الشامي الفنان والكوميدي والمنشط المغربي، عن التحديات والاكراهات التي تواجه الفن المغربي والمتمثل في اننا لا نريد الاقتناع بأننا متقاعسين على عكس مصر وسوريا التي تشهد حروبا فوق اراضيها تقابلها غزارة في الابداع والأعمال الدرامية، مؤكدا ان جديده الفني سيرى النور قريبا على شكل مونولج من انتاج وإخراج الفنان و الاعلامي المغربي عادل بلحجام. هناك العديد من المستمعين يعرفون عبدو الشامي لكن هل من الممكن ان تعطي لكافة الناس نبذة عن عبدو الشامي الاعلامي والفنان الكوميدي؟ انا شاب كسائر الشباب عمري 32 سنة فنان مغربي مزداد سنة 1980 بمدينة اسفي لكنني ترعرعت بمدينة الدارالبيضاء، التحقت بالمعهد البلدي بالبيضاء سنة 2002، كانت لدي تجارب في مسرح الهواة والعمل الجمعوي، عشقت الكوميديا والمسرح فقررت ان ادرس المسرح،لانني احببت ان احول هوايتي الى طريق الاحتراف وان تكون مصقولة بشكل اكاديمي، فأكملت دراستي سنة 2008وفي خضم هاته السنوات كنت اقوم بالعمل المسرحي كتابة وإخراجا حيث قمت بعدة جولات، وسنة 2008 كانت انطلاقتي الفعلية من خلال مشاركتي في برنامج كوميديا، ولله الحمد وصلت لنصف النهاية، وبعدها اقترحت علي دوزيم تقديم وتنشيط برنامج "بالصحة والراحة" يضم 30 حلقة بث خلال شهر رمضان المبارك، كنت اقوم بإعطاء نصائح عن الاكل والوجبات الصحية، وبعدها تم اقتباس فقرات البرنامج وضمها لفقرات برنامج "صباحيات دوزيم"، كما انني قمت في العام الفارط بتصوير كوميكس كافي" الذي بث على قناة ميدي 1 تيفي، وكان برفقتي عدة كوميدين مغاربة كباسو وجليلة التلمسي، نور الدين سعدان وحسن السعادي، والمخرج رامي فجاج. فهذه التجربة كانت مفيدة لي واستفدت منها كثيرا خاصة وان الفنان والكوميدي عندما يحتك بالكاميرا يكتسب خبرة وتجربة مهمة، كما انني شاركت في اعمال درامية كمداولة وصالون شهرزاد والبعد الاخر، واحوال الناس. ألا تطمح في لعب دور البطولة وهل تستهويك الادوار الصغيرة والثانوية؟ ليس هناك دور كبير او دور صغير فالفنان يجب ان يستعد لجميع الادوار كيفما كان حجمها، فأحيانا تأتي الفرصة لكن لا تكون على اتم الاستعداد للخوض في غمارها واستغلالها. اين يجد عبدو الشامي نفسه في الكوميديا، في المسرح ام في التنشيط الاذاعي؟ "كنلقى راحتي في الفوقية" ويضحك ممازحا، اجد راحتي ككوميدي وفكاهي، فانا حاليا بصدد تحضير حفل سيكون على شكل مونولوج سأقوم بتقديمه على المسرح بشكل فردي من اخراج وانتاج الاعلامي والفنان عادل بلحجام، وسنقوم بجولات داخل وخارج المغرب ان شاء الله ، وخلال شهر تقريبا سيبدأ العرض الفكاهي. كيف جاءت فكرة احترافك الفكاهة؟ صراحة اول من كان ملهمي ودفعني بحب لأقوم باحتراف الفكاهة هو الفنان الكوميدي "كاد لمالح"، عندما كنت صغيرا كان "كاد" سيقدم حفل بسيدي بليوط وثمن التذكرة 200 درهم، فتخيلي في ذاك الوقت كان هذا المبلغ باهضا وصعبا بالنسبة لنا للحصول عليه، فقد كنا "كانسلتو في الطوبيس باش نقراو في المعهد" فما بالك ان ندخل الى سهرة وحفل كاد المالح بذاك الثمن الباهض حينها، فعندما رايت الناس يقفون على شكل "طابور طويل" وصف غير منتهي، قت بسؤال احدهم، فاخبرني انهم ينتظرون دورهم وهم يحملون 200 درهم ليدخلوا حفل "كاد لمالح" ليضحكون، لكن المشكل يكمن في كون جميع المقاعد ممتلئة ورغم توفرهم على ثمن التذكرة إلا انهم لم يستطيعوا دخول الحفل. فحينها فكرت ان اقوم كذلك بإضحاك الناس، لأنني اتخذت المسالة من الجانب المادي، في كون الفنان الكوميدي يستطيع ان يصبح غنيا جراء اضحاك الناس،كما ان الجو الاسري الذي ترعرعت فيه ساهم بشكل كبير في نمو الحس الفكاهي في شخصيتي لان والدي وجل عائلتي فكاهيين ويتمتعون بروح الدعابة والفكاهة، كما انهم يلقبونني في المنزل ب"الضحيكة". حدثنا عن تجربتك في التنشيط الاذاعي؟ فكرة التنشيط الاذاعي جاءت كالتالي لقد قمت بعد كوميديا بالعمل في كازا اف ام في برنامج "رحاب فنية"، ثم اتصل بي "عادل بلحجام" لأرافقه في برنامج "بيناتنا" الذي يبث على اثير راديو بلوس، ولم اتردد احببت الفكرة كثيرا،كما انني لن اخفيك انني وجدت ضالتي وراحتي من خلال التنشيط الاذاعي، فدوري في البرنامج ككوميدي وعادل بلحجام كمنشط. من هو اصعب ضيف لم تستطع ان تسرق البسمة منه؟ صراحة اغلبيتهم يصعب ان تقوم بإضحاكهم لكن احاول ان اطرح اسئلتي وتدخلاتي بطريقة مختلفة ومتعددة. مما تعاني الكوميدا والفن في المغرب؟ المشكل يكمن في كوننا لا نريد ان نقتنع اننا لانفعل شيء ولا نبدع ونتقاعس، على عكس الدول التي تشهد اراضيها حروبا وثورات كسوريا ومصر، فالكل لاحظ غزارة الانتاجات التي ابدعوا فيها خلال رمضان الفارط، رغم الظروف الصعبة التي يمرون منها، بمعنى من الصعب والمستحيل يخلقون الممكن، في حين نحن ولله الحمد لا نعاني مثلهم، لكننا نعاني من الكسل وعدم الاقتناع بأننا لانفعل شيء سوى البكاء على الاطلال.