أكد محمد أحليمي، الأخصائي في الحمية العلاجية والتغذية الصحية أن شهر رمضان المبارك يعتبر "دورة طبية مجانية " يستفيد منها المسلمون لمدة ثلاثين يوما في السنة. وأوضح الأخصائي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة حلول شهر رمضان، أن الصيام وسيلة فعالة للتخلص من العادات الغذائية السيئة التي تؤثر سلبا على الحالة الصحية للفرد، فضلا عن كونه فرصة ثمينة "لإراحة أجهزة الجسم وخاصة الجهاز الهضمي والعصبي بعد فترات عمل طويلة، مما يعمل على تقويتها وزيادة كفاءتها".
وأضاف مؤلف كتاب "الداء والدواء في الغذاء" أن خلو المعدة والأمعاء من الطعام لساعات طويلة يساهم في تخلص الجسم من بقايا الأطعمة والإفرازات والتي عادة ما تؤدي إلى تكاثر الجراثيم، كما أنه مفيد في تعديل نسبة الدهون بالدم وخاصة الكوليسترول الضار "فأثناء رمضان يفقد الصائم جزءا من الدهون والشحوم المتراكمة بالأوعية الدموية مما يوفر له الوقاية من تصلب الشرايين وأمراض ضغط الدم".
وشدد محمد أحليمي على أن الاستعداد لرمضان واجب ، ليس بتخزين واقتناء أغذية كثيرة، ولكن باتباع نظام غذائي متوازن تراعى فيه شروط الوجبة الصحية حتى يتمتع الجسم بنشاط وحيوية ولتجنب كل ما يرهقه ويضعف مناعته.
واعتبر أن الخوف من الجوع أو العطش الذي يعبر عنه البعض خلال شهر رمضان "غير مبرر، لأن جسم الإنسان يتأقلم بشكل سريع مع هذا التغير، وما يفسر هذا الأمر هو أن التغلب على الجوع أو العطش يزيد مباشرة بعد الأيام الأولى من رمضان"، مشيرا في المقابل إلى أن الإحساس بالجوع والعطش الذي يشعر به الصائم قبيل الإفطار هو مسألة طبيعية.
وفي هذا الصدد، يؤكد الأخصائي على ضرورة تبني نظام غذائي جيد يقينا قدر الإمكان من فقدان الماء، وذلك من خلال تجنب الإكثار من الأغذية التي تتطلب نسبة ماء كبيرة خلال فترة مرورها بالجهاز الهضمي حتى امتصاصها كالدهون المهدرجة (المقليات)، وتناول الفواكه والخضر والعصير الطبيعي. ونصح في هذا الصدد بعدم تناول العصائر الاصطناعية " التي لها مفعول عكسي بحيث ترفع حاجيات الجسم من الماء".
ولأن شهر رمضان يتزامن مع فصل الصيف، فإن ذلك يساهم بحسب محمد أحليمي في توفر العديد من أصناف الفواكه الموسمية التي تساهم في ترطيب الجسم وتعديل درجة حرارته.