قامت شابة هندية بالتصدي بكل شجاعة لشخص حاول التحرش بها وذلك خلال تواجدها في محطة القطار “كانديفلي” في بومباي التي يصل تعداد سكانها إلى أكثر من 11 مليون نسمة. فبينما كانت برادنيا ماندهاري البالغة من العمر عشرين عاما، تنتظر يوم الأربعاء الماضي القطار لتعود إلى بيتها بعد خروجها من الجامعة حيث تتابع دراستها، فوجئت بشخص تفوح منه رائحة الكحول ويرتدي ثيابا متسخة يقترب منها محاولا لمسها، ابتعدت عنه الشابة وصرخت في وجهه معبرة عن تذمرها من سلوكه اللاأخلاقي، وبالرغم من أن المحطة كانت مكتظة بالأشخاص الذين ينتظرون القطار إلا أن أحدا لم يتدخل لمساعدة الشابة. مرة اخرى اقترب الشخص من برادنيا وحاول أن يمسك بذراعها لتقوم بضربه بحقيبة يدها قبل أن تبتعد عنه مجددا، غير أن المتحرش وأمام عدم تدخل أي من الواقفين لمساعدة الفتاة اقترب مرة أخرى منها فلم تجد بدا من التصدي له بنفسها، ولأنه كان متسخا لم تتمكن من أن تلمسه غير أنها قامت بجره من شعره واستمرت في المشي وهي تجره إلى أن وصلت إلى قسم الشرطة. في تصريحاتها لعدد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية دعت الشابة الهندية النساء إلى التصدي لأي شخص يحاول التحرش بهن أو تعنيفهن، مشددة على ضرورة الاعتماد على النفس في حالات مماثلة لأن الناس في الغالب يفضلون عدم التدخل ويكتفون بالتفرج. وقالت برادنيا إن مهمتها لم تكن سهلة وإن كان سكر المتحرش جعلها تتحكم فيه وتجره من دون أن يقدر على مقاومتها إلى أن وصلت إلى قسم الشرطة حيث تم اعتقاله في انتظار التحقيق معه وعرضه على المحكمة. يذكر أن الهند تعتبر من أكثر البلدان التي تشهد حالات اغتصاب، حيث تسجل يوميا اكثر من تسعين حالة اغتصاب للنساء، وغالبا ما تفضل الفتيات وحتى أسرهن التزام الصمت وعدم التبليغ تفاديا ل”الفضيحة”. وقد شهدت البلاد خلال السنتين الأخيرتين عددا من المظاهرات المنددة بالظاهرة كما تم تشديد العقوبات ضد المتحرشين والمغتصبين خاصة بعد واقعة مقتل طالبة جامعية إثر تعرضها لاغتصاب جماعي في الحافلة.