تميز المغرب غير ما مرة بلمعان أسماء الكثير من نسائه في شتى المجالات، كما استطاعت هذه النسوة غير ما مرة بتحقيق لقب "أول امرأة" في العديد منها، مما أكسب سمعة النساء العربيات عموما والمغربيات بصفة خاصة، مكانة متميزة للمتابعين للإنجازات النسائية. ثريا الشاوي أول ربانة مغربية وعربية
كانت أول طيارة في العالم العربي الإسلامي، بل وأصغر امرأة في العالم تنجح في امتحان الكفاءة لقيادة الطائرات بعد حصولها على شهادة الطيران سنة 1951 وهي لا تتجاوز 16 سنة من عمرها.
كان يوم إجراء الامتحان الخاص بها يوما مكفهرا، ورغم ذلك حلقت ثريا بطائرتها على علو 3000 متر وقطعت مسافة على شكل دائرة محيطها 40 كيلو مترا، وكان ذلك الإنجاز شعلة مكنتها من تلقي التهاني من شخصيات مرموقة داخل وخارج أرض الوطن.
وكانت أبرز الشخصيات المهنئة للبطلة المغربية: محمد بن عبد الكريم الخطابي، و"جاكلين أريول" أول ربانة طائرة فرنسية، ومن ملك تونس، وملك ليبيا، والإتحاد النسوي الجزائري، والإتحاد النسوي التونسي، وعلال الفاسي.
وجاء على رأس المهنئين، الملك محمد الخامس الذي استقبلها بالقصر الملكي بالرباط، رفقة والدها عبد الواحد الشاوي .
تعرضت ثريا الشاوي إلى محاولات اغتيال كثيرة بعد تحقيقها لهذا الإنجاز، لكنها أفلتت منها جميعها، لكن أيادي الغدر الفرنسية تمكنت منها في 1 مارس 1956، وقد اعتبرت جنازتها أنذاك حسب مؤرخي المملكة أول جنازة سياسية كبرى في أول سنة من استقلاله.
سعيدة المنبهي... شهيدة الحرية والكرامة
عند التحاقها بكلية الآداب بالرباط، انظمت المنبهي إلى صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لتصبح واحدة من مناضليه ولتبدأ مسار النضال الذي اختارت السير فيه، لتلتحق بعد ذلك بالمركز التربوي الجهوي لتصبح مدرسة للغة الإنجليزية بإحدى المؤسسات التعليمية بمدينة الرباط، وكانت من بين المناضلات في صفوف الاتحاد المغربي للشغل في نفس الفترة، قبل أن تنظم لمنظمة "إلى الأمام".
حوكمت المنبهي بالدار البيضاء سنة 1977، بخمس سنوات سجنا بالإضافة لسنتين بتهمة "إهانة القضاء"، ولهذا السبب خاضت مع رفاقها مجموعة من الإضرابات عن الطعام، كان آخرها الإضراب الذي خاضته للمطالبة بسن قانون المعتقل السياسي وفك العزلة عن أبراهام السرفاتي.
استشهدت سعيدة المنبهي يوم 11 دجنبر 1977 بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء بعد أربعين يوما من الإضراب عن الطعام .
سلوى رشدان… أشهر مغاربة النازا
هي باحثة شابة في العشرينيات من عمرها، فرضت ذاتها في وقت قصير في مجال البحث العلمي، لتمثل المغرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية، داخل النازا.
شابة تنحدر أصولها من مدينة مراكش، درست منذ السنة الأولى ابتدائي إلى غاية سلك الدكتوراه في مؤسسات تعليمية عمومية، حيث حصلت على البكالوريا من ثانوية القاضي عياض بمراكش سنة 2003، وعلى الإجازة بتفوق سنة 2006، وتابعت دراستها متخصصة في ماستر "البيئة و دينامكية التنوع البيولوجي".
صممت سلوى على إتمام دراستها والحصول على شهادة الدكتوراه في سن مبكرة، لذلك استكملت أبحاثها حول دراسة إمكانية تأقلم القطاع الفلاحي والأنظمة البيئية مع التغيرات المناخية، وذلك في إطار تشخيص مخاطر هذه الأخيرة وتحديد طرق التعامل معها، من أجل الوصول إلى إستراتيجية متكاملة وبرامج تنفيذية تسمح بالحد من آثارها السلبية وإعداد البدائل الممكنة لحماية الطاقات الإنتاجية والاستفادة من السنوات الممطرة.
قدمت لها منح دراسية من أجل تطوير قدراتها العلمية، ومن قبل الكثير المنظمات التي آمنت بها كطاقة تستحق التشجيع، كالأمم المتحدة، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي، وهي المنح التي مكنتها من زيارة مختبرات علمية متقدمة المستوى.
تشتغل حاليا سلوى في النازا الأمريكية بعدما أنهت أبحاثها الميدانية، وتعمل على تطوير نموذجها الذي اشتغلت عليه، والذي يمكن من التأقلم مع التغيرات المناخية كي يستفيد النشاط الفلاحي مع المحافظة على المجال البيئي.