ولدت ثريا الشاوي بفاس يوم 14 دجنبر 1937، وشبت في وسط أسري مؤمن بالحرية وبالكفاح من أجل بلوغها، وقد تابعت دراستها بفاس والدار البيضاء، مستفيدة من إيمان والدها بها ومن مبادئه التحريرية، حيث أشركها في نشاطه الفني ومثلت في بعض مسرحياته، مقدمة نفسها كأول عنصر نسوي يقف فوق الركح، وقد داومت على ملازمة والدها ومشاطرته جل أنشطته الفنية، فكان انتقالها معه إلى البيضاء وهي فتات يافعة سنة 1948، وهناك واصلت دراستها، وتعلمت سياقة الطائرات كأول ربانة مغربية، مما اهلها للمشاركة في عدة أنشطة وطنية خاصة خلال فترة نفي السلطان سيدي محمد بن يوسف، وحينما عاد السلطان، كانت طائرتها ترمي بالمناشير فوق ميدنتي الرباط وسلا ترحيبا بالعودة الظافرة. غير أن مقتلها حدث أشهرا بعد ذلك على يد مجهولين، دون أن تستطيع الأيام كشف ملابسات هذه الجريمة الغامضة. وقد أَرَّخ الأستاذ عبد الحق المريني مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، عبر كتابه « الشهيدة ثريا الشاوي، أول طيارة بالمغرب الكبير » الذي أصدرته مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، يوم 18 يونيو 2009؛ للحظة المميزة في حياة ثريا بالقول « بعد مُضيِّ أربعة أشهر من التداريب، عزمت المرحومة أن تتقدم لخوض معركة الإمتحان، للإحراز على شهادة الكفاءة في الطيران، لكنها وجدت عراقيل نُصبَت في طريقها لتَعوقَها عن أخذ هذه الشهادة، فبعد إلحاحات، وتسويفات، ومناورات، سمح أبوها لنفسه أن يلتزم بالمصاريف، وقيمة الطائرة، ويتحمل مسؤولية حياة ابنته ليأذن لها في نيل الشهادة. وبعد اجتياز ثريا الشاوي لامتحاناتها بتفوق وتميز، وحصولها على شهادة الطيران، خَصَّصت كُبريات الإذاعات العالمية حيزا مهما من وقتها للإعلان عن نجاح الشهيدة ثريا الشاوي في امتحان الطيران بمدرسة «تيط مليل» بالدار البيضاء؛ لتتوالى عليها البرقيات والرسائل المهنئة حينها من بطل الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي من القاهرة.، ومن أول ربانة طائرة فرنسية «جاكلين أريول»، ومن ملك تونس، وملك ليبيا عبد الله السنوسي، والإتحاد النسوي الجزائري، والاتحاد النسوي التونسي، ومن الأستاذ علال الفاسي؛ ليستقبلها الملك محمد الخامس بالقصر الملكي بالرباط، مصحوبة بوالدها عبد الواحد الشاوي، ويقدم لها باقة ورود، مخاطبا والدها: «هكذا أحب أن يكون الآباء». وألمَّت أيادي الغدر بالشابة ذات 19 ربيعا، والتي أبَت إلا أن تحرم المغرب من امرأة كان سيكون له معها شأن كبير في المستقبل، ففي 1 مارس 1956 تم اغتِيالها من طرف المستعمر على يد مجموعة أشخاص فَرُّوا فور تنفيذهم لعملية اغتيال الشهيدة ثريا، ليعيش إذاك المغرب أول جنازة سياسية كبرى في أول سنة من استقلاله، حيث شُيِّعت ثريا الشاوي يوم 2 مارس 1956 دون أن تعيش الإعلان الرسمي عن استقلال المغرب.